مقالات حول المغرب

قدمت الكرامة في شهر حزيران/ يونيو، مساهمة في إطار العملية التي تجري كل خمس سنوات لتجديد اعتماد المؤسسة الوطنية المغربية لحقوق الإنسان، التي ستنعقد في تشرين الأول/ أكتوبر 2010. وتجدر الإشارة أن المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في المغرب يتمتع في الوقت الراهن بالمركز ألف. ومن رأي الكرامة أن هذا المجلس يجب أن يظهر فعالية أكثر، بل وقد يجدر به انتهاج أسلوبا هجوميا إزاء القضايا الحساسة، خاصة ما يتعلق منها باستمرار بعض الممارسات التي تنتهك الحريات المدنية الأساسية، التي تقع مسؤوليتها بشكل واضح على عاتق موظفي الدولة.
علمت الكرامة أن يونس زارلي وسعيد الزيواني، المعتقلان في سجن سلا قد تعرضا لتعذيب جسيم أثناء احتجازهما سرا، وذلك قبل التحقيق معهما. وكانا الضحيتان قد اختطفا من قبل عناصر من مديرية مراقبة التراب (دي اس تي) في 11 و 12 نيسان/ أبريل 2010 في الدار البيضاء، ثم اختفت آثارهما لمدة شهر تقريبا.
دخل عدد كبير من المعتقلين بالسجن المدني في سلا، القريب الرباط، في إضراب عن الطعام منذ منتصف أيار / مايو 2010، احتجاجا على ظروف الاعتقال المزرية من جهة، وأيضا بسبب عمليات إلقاء القبض والاعتقال، التي يعتبرها المضربون تعسفية. ومن بين الأشخاص المضربين عن الطعام يوجد عدد سبق وأن أحالت الكرامة قضاياهم إلى الإجراءات الخاصة للأمم المتحدة، في أعقاب اختطافهم واختفاءهم قسرا.
سبق و أن وجهت الكرامة خلال الشهرين الماضيين، إلى فريق العمل المعني بحالات الاختفاء القسري، ثماني حالات تتعلق بأشخاص ألقي عليهم القبض في إطار حملة مكافحة الإرهاب، علما أن السلطات المغربية كانت قد شنت منذ عدة أشهر موجة من عمليات القبض، اعتقلت خلالها الكثير من الأشخاص سرا قبل عرضهم أمام قاضي التحقيق.
ألقي القبض على السيدين بوطرفاس وبن قصو في 1 أيار/ مايو 2010 من قبل عناصر من أجهزة المخابرات في منطقة الرباط، ونقلا على إثر ذلك إلى وجهة مجهولة، وثمة مخاوف مشروعة من أن يتعرض الشخصان لعمليات تعذيب.

وفي ضوء ذلك، طلبت الكرامة، في شكوى مؤرخة في 7 أيار/ مايو 2010 وجهتها إلى المقرر الخاص المعني بمناهضة التعذيب، التدخل لدى السلطات المغربية، لحثها على وضع الشخصين تحت حماية القانون، أو إطلاق سراحهما.

وللتذكير، يبلغ السيد محمد بوطرفاس، 22 سنة من العمر، والسيد زهير بن قصو، 23 سنة، وهما طالبان في السنة الثالثة بمدرسة المحمدية للمهندسين، ويقيمان في منطقة الرباط.

بلغ إلى علم الكرامة خبر اختطاف واختفاء ثلاثة طلبة على أبواب التخرج بالمدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط. ويتعلق الأمر بكل من المهدي الملياني الذي اختفى يوم 19 مارس 2010 بعد ما خرج متوجها لصلاة الجمعة . ومحمد بوطرفاس الذي اختطف من بيت الأسرة بمدينة سيدي سليمان يوم السبت 1 مايو 2010 على الساعة 12 ليلا من طرف رجال بلباس مدني لم يفصحوا عن هويتهم ولم يظهروا أي إذن قضائي يبرر الاعتقال، وزهير بن قصو والذي اختطف أيضا من بيت الأسرة بالخميسات ظهر يوم 1 مايو 2010 ودائما من طرف رجال بلباس مدني الذين لم يبرزوا أيضا أي إذن قضائي أو قانوني يبيح لهم الاعتقال.
لقد شنت السلطات المغربية منذ عدة أسابيع موجة من الاعتقالات تلتها حالات اختفاء قسري، لا تزال تحصد العديد من الضحايا، ويبدو حتى يومنا هذا، أن نداءات هيئات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لم تحقق أي نتيجة. واليوم أيضا وجهت الكرامة نداء عاجلا إلى فريق العمل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي وطلبت منه التدخل لدى السلطات المعنية بشأن قضية السيد مهدي ملياني الذي ألقي عليه القبض في 19 آذار/ مارس 2010، ثم اختفى منذ ذلك التاريخ.

وللتذكير فالسيد مهدي ملياني، البالغ 22 سنة من العمر، طالب في السنة الثالثة بمدرسة المحمدية للمهندسين بالعاصمة الرباط، ويقيم في الدار البيضاء.

ألقي القبض على السيد خالد الطفية، المقيم في فرنسا، من قبل السلطات المغربية في 8 شباط/ فبراير 2010 لدى وصوله إلى المغرب، حيث قدم إليها في إطار زيارة لزوجته، السيدة ضحى أبوثابت، التي توجد رهن الاعتقال منذ 3 كانون الأول/ ديسمبر 2009. وهما الآن معتقلان في سجن سلا.

وفي هذا الصدد وجهت الكرامة في 3 أيار/ مايو 2010 شكوى إلى المقرر الخاص المعني بحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب، لتطلب منه التدخل لدى السلطات المغربية بسبب الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي تعرضا لها السيد الطفية وزوجته السيدة أبوثابت بذريعة مكافحة الإرهاب.

تعرضت السيدة ضحى أبوثابت لأصناف التعذيب النفسي والمعاملة القاسية أثناء احتجازها التحفظي في مقرات أجهزة الشرطة القضائية في الدار البيضاء عقب اعتقالها في 3 كانون الأول/ ديسمبر 2009.

وفي ضوء ذلك، راسلت الكرامة في 27 أبريل/نيسان 2010 المقرر الخاص المعني بالتعذيب وحماية حقوق الإنسان والمقرر الخاص المعني بالحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب، لتلتمس منهما التدخل لدى السلطات المغربية لكي تقوم هذه الأخيرة بتوجيه أوامرها إلى الجهات المعنية لإجراء تحقيق شامل ونزيه في أعمال العنف الذي تعرضت له السيدة أبوثابت.

يعيش المغاربة في الآونة الأخيرة على وتيرة حملة اختطافات مسعورة في الشارع وأمام الملأ وفي مجموعة من المدن المغربية.