تشاطر الكرامة أقارب المخفيين قسريًا والمعتقلين تعسفيًا في سوريا أفراحهم بعودة أحبائهم بعد سنوات من التغييب والترهيب في سجون النظام العائلي المستبد الجاثم على صدر الشعب السوري زهاء 54 سنة.
وصرّح المحامي رشيد مصلي مدير الكرامة: "آمل أن يؤدي طي صفحة النظام الديكتاتوري المستبد في سوريا إلى فتح صفحة جديدة في البلاد يستعيد فيها الشعب حرياته وحقوقه السياسية والمدنية ويحظى بنظام حكم يعوضه سنوات الحرمان والقمع والترهيب".
وكانت قوى المعارضة المسلحة أعلنت فجر اليوم الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 تحرير كل المعتقلين في سجن صيدنايا سيء الصيت كما أعلنت في وقت سابق تحرير العديد من السجناء السياسيين في مختلف المحافظات التي حررتها، بما في ذلك حلب وحماة وحمص والأخيرة كانت معقل الانتفاضة السلمية ضد النظام قبل 13 عامًا.
عانى الشعب السوري طيلة عقد ونيف ظروف الحرب والقمع والتهجير على يد النظام الحاكم وشاركت كل من روسيا وإيران عبر غارات جوية ومليشيات مسلحة في ارتكاب مجازر مروعة ضد المدنيين السوريين.
واضطر ملايين السوريين إلى اللجوء في أنحاء العالم هربًا من بطش النظام عبر البراميل المتفجرة والسلاح الكيماوي والاعتقالات والتعذيب وغيرها من وسائل القتل والتنكيل، وتعرض الكثيرون للغرق مع أطفالهم ونسائهم في عرض البحر في رحلة الشتات على متن قوارب الموت.
واكبت الكرامة تطورات الأحداث في سوريا على مدى الأيام الماضية وتابعت العديد من شهادات الناجين والناجيات من سجون نظام بشار الأسد من ضحايا الاعتقالات والإخفاء القسري والتعذيب الرهيب، وتشدد الكرامة في هذا السياق على ضرورة تحقيق العدالة وجبر الضرر وضمان عدم إفلات كل الذين تورطوا في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من العقاب بصرف النظر عن أي تسويات سياسية محتملة.
نشاط الكرامة
عملت الكرامة طوال سنوات على ملف انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، وقدمت مئات الشكاوى الفردية أمام الإجراءات الخاصة في الأمم المتحدة وساهمت في إعداد تقارير معمقة أمام الهيئات التعاقدية.
من بين حالات كثيرة، لا يزال مصير الناشطة السورية طل الملوحي مجهولًا، حيث تفيد معلومات حصلت عليها الكرامة أن الملوحي كانت في سجن عدرا المركزي بريف دمشق وقد حررته قوى المعارضة المسلحة أخيرًا. وكانت الكرامة، وجّهت في 17 فبراير/شباط 2017، مراسلة إلى فريق العمل المعني بالاعتقال التعسفي في الأمم المتحدة بشأن المدونة الشابة طلّ الملوحي المعتقلة تعسفياً منذ 27 كانون الأول/ديسمبر 2009 وقد صدر حكم جائر بحقها في 14 شباط/فبراير 2011. كما قدمت الكرامة قضيتها إلى المقرر الخاص المعني بالتعذيب. واعتقلت على خلفية ممارستها حرية التعبير.
ومن بين القضايا التي عملت عليها الكرامة قضية الضابط جميل قسوم النمر، رئيس المخابرات العامة السابق في جسر الشغور بمحافظة إدلب، والذي لا يزال مصيره مجهولًا حتى هذه اللحظة، وقد اعتقل في حزيران/يونيو 2011 بسبب عصيان أوامر بإطلاق الرصاص الحي على متظاهرين سلميين، واحتجز في سجن صيدنايا العسكري. لكنه اختفى فجأة في كانون الأول/ديسمبر 2012، بعد آخر زيارة لزوجته له حيث رفضت سلطات السجن إعطاءها معلومات عن مصيره ومكان تواجده.
وقد رفعت الكرامة ومنظمة حماة حقوق الإنسان قضيته إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي معربة عن قلقها إزاء مصيره والتمست منه مطالبة السلطات السورية بالكشف عن مكانه وإبلاغ أسرته.