سوريا: إختفاء أربعة أشخاص عقب توقيفهم على حواجز عسكرية

تلقّت الكرامة خلال الأسابيع الماضية شهادات من أقرباء أربعة أشخاص اختفوا بعد القبض عليهم عند نقاط تفتيش مختلفة في سوريا، في الفترة ما بين تموز 2012 وأيار 2015. جرت عمليات التوقيف على يد أفراد من أجهزة الأمن أو الجيش دون إبراز أي مذكرات توقيف بحقهم أو إخبارهم عن الأسباب. مايزال هؤلاء الأشخاص مجهولي المصير منذ ذلك الوقت، ما دفع الكرامة إلى رفع قضيتهم إلى الفريق العامل المعني بالاختفاء القسري أو غير الطوعي في الأمم المتحدة، آملة أن يساعد ذلك في الكشف عن مصيرهم ومكان تواجدهم.

إسماعيل دندش
كان إسماعيل دندش البالغ من العمر 35 عاما، يستقل سيارة أجرة برفقة أحد أقاربه وزوجته على الطريق السريع لمطار دمشق الدولي بتاريخ 27 حزيران/يونيو 2012، عندما أوقفهم أفراد من الجيش على نقطة تفتيش تابعة لهم، وكان البعض منهم باللباس المدني والبعض الآخر بالزي العسكري، ثمّ اقتادوا إسماعيل وقريبه وسائق سيارة الأجرة إلى جهة مجهولة. بعد اختفائه طالبت زوجته محكمة الزبلطاني بمعرفة مكان احتجازه لكن دون جدوى.

فرزات خالد
بعد ثلاثة أشهر على اختفاء إسماعيل، وبتاريخ 24 أيلول/سبتمبر 2012، كان فرزات خالد مسافراً مع عائلته في الحافلة متوجّهاً إلى دمشق، عندما أوقفهم أفراد من أمن الجيش باللباس المدني وآخرون بالزي العسكري، عند حاجز تفتيش على دوّار تدمر الرئيسي، بمحافظة حمص. تفقّد المسؤولون عن الحاجز الأوراق الشخصية للركّاب وعندما رأوا أوراق خالد، اعتقلوه واقتادوه إلى جهة مجهولة ومُنعت عائلته من إكمال سفرها إلى دمشق. لاحقاّ حاولت العائلة البحث عن خالد في سجن القابون، الذي يبعد بضعة كيلومترات شمالي شرق دمشق، وهناك تمّ إعلامهم أنه "توفّي"؛ ثمّ أُخبروا فيما بعد، بشكل غير رسمي، أنّه معتقل على يد استخبارات الجيش في دمشق.

أحمد العبد
بعد خمسة أشهر على اختفاء فرزات، بتاريخ 25 شباط/فبراير 2013، اعتقل أحمد العبد، سائق التاكسي البالغ من العمر 52 عاما، بين أحياء القدم والزهراء في مدينة دمشق خلال حملة تمشيطية نفّذتها مجموعة من قوى أمن الدولة. قامت عائلة العبد عقب ذلك، بتقديم شكوى إلى المدّعي العام بتاريخ الرابع من آذار/مارس 2013، لكنّها لم تتلق أي ردًّ.

سراج عثمان
ومؤخرّاً، كان سراج عثمان، 40 عاماً، يقود سيّارته متوجّهاً إلى السويداء حيث يعمل منذ سنتين، عندما تمّ توقيفه على حاجز أمني على طريق السويداء الرئيسي، من قبل أفراد من أمن الجيش، الذين اقتادوه إلى مكان مجهول. كان ذلك بتاريخ 25 آذار/مارس 2015، وفي اليوم ذاته، ذهب أحد أفراد الأمن إلى منزل سراج ليستفسر عن عائلته، ثمّ تكرّر الأمر بعد ثلاثة أشهر. لم تجرؤ العائلة على تقديم أي شكوى عن اختفائه خوفاً من الاعتقال.

تقول إيناس عصمان، المنسقة القانونية في الكرامة إنّ "الاختفاء القسري في سوريا أصبح منهجياً وواسع النطاق، وهذا ما يبدو جليّاً من خلال الحالات العديدة التي توثّقها الكرامة. عدد كبير من الضحايا يعتقل بشكل عشوائي على نقاط التفتيش العسكرية. وتتحاشى عائلات الضحايا الإبلاغ عن اختفاء ذويهم في أكثر الأحيان خوفاً من مواجهة المصير ذاته؛ وهم حتى عندما يجرأون على ذلك، لا ينالون سوى الإنكار المطلق من قبل السلطات."

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني
media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم
08 10 734 22 41