لبنان: تعذيب السوري ملاذ أسعد من قبل الاستخبارات العسكرية لسحب اعترافات منه

Syrian National Tortured by Military Intelligence in Order to Extract Confessions

تعقد جلسة الاستماع الخاصة بقضية الشاب السوري ابن الواحد والعشرون عاماً في 4 نيسان/أبريل 2016. ويواجه اتهامات بالإرهاب، استناداً إلى اعترافات أدلى بها تحت التعذيب أثناء اعتقاله في ثكنة الريحانية العسكرية في العام 2014. بناءً على تلك المعطيات، أرسلت الكرامة في 25 شباط/فبراير 2016، نداء عاجلا إلى المقرر الخاص المعني بالتعذيب و غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، خوان منديز، تدعوه فيه إلى التدخل لدى السلطات اللبنانية لفتح تحقيق في أعمال التعذيب التي تعرض لها وإسقاط جميع التهم الموجّهة إليه بناء على الاعترافات التي انتزعت منه بالإكراه.

اعتقل ملاذ، في 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2014، في مركز الأمن العام في منطقة بينو- عكار، عندما كان يقوم بتجديد إقامته، واقتيد إلى ثكنة الريحانية العسكرية، حيث احتجز بمعزل عن العالم الخارجي حتى 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2014، عندما مثُل أمام قاضي التحقيق العسكري ووجهت إليه تهمة التعامل مع الإرهاب. أثناء اعتقاله، تعرض ملاذ للتعذيب على أيدي أفراد من الاستخبارات العسكرية الذين انهالوا عليه بالضرب المبرح وهو مكبل اليدين، وأجبروه على الوقوف في وضعيات مؤلمة لعدة أيام وهددوه بترحيله الى سوريا. ولم يكتفوا بذلك، بل سكبوا الكحول عليه مهددين بحرق وجهه. وأجبروه على الإدلاء باعترافات استخدمت لاحقاً كأرضية قانونية لتوجيه الاتهامات إليه. ثم ُنقل لاحقاً إلى سجن رومية، ولا يزال معتقلا هناك ويسمح لأسرته بزيارته أسبوعياً.

منع ملاذ من الاستعانة بمحاميه حتى تاريخ 18 كانون الثاني/يناير 2016، عندما مثل أمام المحكمة العسكرية في بيروت للمحاكمة لأول مرة. وعندها اعترض على ما عاناه من أعمال التعذيب وتراجع عن الاعترافات التي أدلى بها مرغماً. قرر القضاة، إثر ذلك، تأجيل جلسة محاكمته إلى نيسان/أبريل، لكنهم لم يفتحوا أي تحقيق في مزاعم التعذيب. على ضوء الانتهاك الصارخ لضمانات المحاكمة العادلة، والقلق بشأن مصير ملاذ - خاصة وأن مواطناً سورياً قبله حكم عليه في أيلول/ديسمبر 2015 من قبل المحكمة العسكرية اللبنانية بالسجن خمس سنوات استناداً على اعترافات انتزعت منه تحت وطأة التعذيب- التمست الكرامة من المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة التدخل على أمل المساعدة لوضع حد لمحاكمة ملاذ الجائرة.

تذكّر الكرامة أيضاً أنه في تشرين الأول/أكتوبر 2014، نشرت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب نتائج تحقيقاتها السرية بشأن ممارسة التعذيب في لبنان، وأكّدت أن "التعذيب في لبنان هو ممارسة واسعة الانتشار يتمّ استخدامها بشكل روتيني" لغرض "التحقيق" و"انتزاع اعترافات لاستخدامها في الإجراءات الجنائية".

أصدرت اللجنة 34 توصية للسلطات اللبنانية –لم تنفذ بعد- من أجل القضاء على تلك الممارسة، تضمنت بالأخص إعادة تأكيد الحظر المطلق للتعذيب، عن طريق تجريم تلك الممارسة وتعزيز الضمانات القانونية، وإصدار تحذير واضح للجناة بأنهم يتحملون شخصيا مسؤولية أعمالهم.

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم 08 10 734 22 41 00