لبنان: إصابة الناشط لوسيان بورجيلي خلال مظاهرة سلمية بسبب عنف قوات الأمن

.

يوم 14 سبتمبر 2015، وجهت الكرامة وجمعية مارش اللبنانية شكوى إلى مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في حرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات، ماينا كياي، بشأن قضية الكاتب اللبناني والمخرج والناشط الاجتماعي لوسيان بورجيلي، الذي أصيب خلال تدخل قوات الأمن العنيف خلال مظاهرة سلمية في بيروت، في 25 أغسطس 2015.

الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الأمن
في 25 أغسطس 2015، حوالي الساعة الواحدة ظهرا، دخل عدد من المتظاهرين، من بينهم بورجيلي، مقر وزارة البيئة بطريقة سلمية، للمطالبة باستقالة الوزير محمد مشنوق، وبعد ساعات قليلة، أقدم عناصر الأمن على إجلاء جميع الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام من المبنى، ومصادرة جميع أجهزة الاتصال وآلات التصوير، وفي شهادته على الحدث قال البورجيلي "عندما قررت الشرطة إخلاءنا [المتظاهرين]، قامت بطرد جميع الصحفيين و قطعت الكابلات الكهربائية لمنع البث المباشر".

بعد إجبار الصحفيين على الخروج من المبنى، طلبت الشرطة من المتظاهرين إخلاء مقر الوزارة، وقامت بمعاملة كل من رفض الانصياع للأمر معاملة وحشية، من بينهم البورجيلي الذي انهالت عليه الضربات على الوجه والعنق والكتفين وتم ركله أسفل الدرج، وعندما حاول زميله ، حسن سليق، حمايته، أشبعته الشرطة ضربا، ونتج عن العنف الذي مارسته قوات الأمن، إصابة بورجيلي بجراح وقام الصليب الأحمر بنقله إلى مستشفى الجامعة الأميركية، حيث تلقى الرعاية الطبية، وبعد ذلك قدم شهادته إلى وزارة الداخلية، أشار فيها إلى أن "قوات الأمن وجهت إليهم شتائم وتهجموا عليهم بعصي حديدية سوداء".

تُذكّر الكرامة أن لبنان، بوصفه دولة طرف في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية  منذ عام 1972، ملزم باحترام الحق في التجمع السلمي، و "لا يجوز تقييد الحقوق المذكورة  بأية قيود غير تلك التي ينص عليها القانون، وتكون ضرورية لحماية الأمن القومي أو النظام العام أو الصحة العامة أو الآداب العامة أو حقوق الآخرين وحرياتهم، وتكون متمشية مع الحقوق الأخرى المعترف بها في هذا العهد ".

خلفية
انطلقت الاحتجاجات في لبنان بعد 17 يوليو 2015، عندما أغلقت الحكومة أحد مقالب القمامة الرئيسية في البلاد في جنوب بيروت، لكنها بعد الإغلاق، لم توفق السلطات اللبنانية من إيجاد خطة بديلة لإدارة النفايات وبدأت القمامة تتكدس في الشوارع، مما دفع بالمتظاهرين إلى تدشين موجة احتجاجات ضد شلل الحكومة إزاء تراكم النفايات وعجزها عن إيجاد حل للأزمة النفايات، وسرعان ما تحولت الاحتجاجات، التي تقودها حركة "طلعت ريحتكم"، التي يعد لوسيان بورجيلي أحد المنظمين فيها، إلى حركة وطنية ضد الحكومة والفساد وانقطاع المياه والكهرباء، كما طالب المتظاهرون بانتخابات برلمانية، مؤكدين أن فشل الحكومة في معالجة الأزمات دليل على مدى الاضطراب في تسيير شؤون البلاد من قبل الإدارة الحالية.

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم 0041227341008