نظمت نقابة الصحافيين اليمنيين، اليوم الأربعاء، وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة العدل، للمطالبة بإطلاق سراح الصحافي المعتقل عبدالإله حيدر شائع، حيث رفع المحتجون صوره مطالبين بإطلاق سراحه.
وشارك في الوقفة المنسق القانوني للكرامة في اليمن إلى جانب محامين وناشطين في منظمات حقوقية يمنية، وهدفت إلى التذكير بمعاناة هذا الصحافي الذي تفيد أسرته بأنه يعيش وضعاً صحياً متدهوراً نتيجة إضرابه المتكرر عن الطعام وسوء ظروف الاحتجاز.
وقال أمين عام نقابة الصحافيين اليمنيين مروان دمّاج إن قيادة النقابة سلمت وزير العدل اليمني القاضي مرشد العرشاني، رسالة تطالبه مخاطبة الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي من أجل التوجيه بإطلاق سراح الصحافي شائع.
وأشار دمّاج إلى أن الوزير اليمني أبدى تعاونه، حيث وجّه بالفعل رسالة إلى رئيس الجمهورية تفيد بـ"العفو عن العقوبة المفروضة كونها عقوبة تعزيرية وليس فيها حق خاص"، وفقاً للرسالة.
وتأتي هذه الوقفة التضامنية مع الصحافي شائع في سياق سلسة من التحركات المطالبة بإطلاق سراحه، خصوصاً وأنه يدخل عامه الثالث في السجن، في حين كانت الكرامة شاركت في تنظيم العديد من تلك التحركات إلى جانب نقابة الصحافيين اليمنيين ومنظمة "هود" ومنظمات حقوقية أخرى، كما راسلت بشأنه الإجراءات الخاصة في الأمم المتحدة.
وللتذكير، فإن الصحافي عبدالإله حيدر شائع (32 سنة)، هو عضو نقابة الصحافيين اليمنيين وخبير بشؤون الأمن والجماعات المسلحة، وقد كان له دور كبير في فضح جرائم القصف الأمريكي الذي استهدف تجمعات سكنية للمدنيين في جنوب اليمن أواخر العام 2009، ما أسفر عن مقتل العشرات، معظمهم أطفال ونساء.
واعتقل شائع من منزله بالعاصمة صنعاء عشية 16 أغسطس/ آب 2010، وظل رهن الاختفاء القسري لمدة 30 يوماً تعرض خلالها للتعذيب، قبل ان ينقل إلى سجن الأمن السياسي بصنعاء، وتالياً قدم لمحاكمة غير عادلة امام المحكمة الجزائية المتخصصة المطعون في دستوريتها، ثم صدر ضده حكم بالحبس لمدة خمس سنوات مع المنع من السفر و العمل الصحافي بعد انتهاء العقوبة.
ومع تصاعد موجة الاحتجاجات المطالبة بإطلاق سراحه، اضطر الرئيس اليمني السابق لإصدار قرار عفو عنه، إلا أن السلطات اليمنية تراجعت عن تنفيذ القرار تحت الضغوطات الأمريكية، فبقي الصحافي شائع خلف القضبان.
وفي هذا السياق، قال المدير القانوني للكرامة في جنيف المحامي رشيد مصلي "إن الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبدالله صالح، لم تغير من ممارسات السلطات البديلة في اليمن، واستمرار احتجاز الصحافي شائع يظل شاهدا على غياب الإرادة السياسية لدى صانع القرار اليمني وعجزه عن المضي قدماً في تحسين حالة حقوق الإنسان في هذا البلد".
استمرار احتجاز الصحافي شائع بالتوازي مع انتهاكات حقوق الإنسان وخاصة عمليات الإعدام خارج القانون التي تنفذها طائرات أميركية بدون طيار بقصفها لمدنيين عزل، مؤشر خطيرا على استمرار تواطأ السلطات اليمنية مع القوات الأمريكية في "حربها" على "الإرهاب".
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.2471838332675.66738.1753909079&type=1