اليمن: الكرامة تشاطر المفوضية السامية قلقها إزاء آثار تصاعد العنف على المدنيين

طفل يمني ينظر إلى بيته المهدم تم قصفه_اليمن

تشاطر الكرامة قلق مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان إزاء الآثار المدمرة لتصاعد النزاع في اليمن خاصة على المدنيين، وانتهاكات مختلف أطراف النزاع للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

وكانت المفوضية قالت في بيان لها إن التحالف بقيادة السعودية شن في 21 يناير/ كانون الثاني، ثلاث غارات جويّة متتالية أصابت مركز احتجاز يديره الحوثيون الذين يطلقون على أنفسهم "أنصار الله"، في مدينة صعدة الشمالية، ما أسفر عن سقوط نحو 91 محتجزًا، على الأقل، وإصابة 236 آخرين بجروح.

وتتابع الكرامة بقلق استمرار مناخ الإفلات من العقاب إزاء جرائم انتهاكات حقوق الإنسان في البلد الذي يشهد حربا منذ سبع سنوات، وعملت طوال السنوات الماضية على تقديم شكاوى فردية إلى آليات حقوق الإنسان المعنية بالأمم المتحدة، كما قدمت في وقت سابق تقرير الظل إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في سياق الاستعراض الدوري الشامل الثالث لليمن، حيث ألقت الكرامة الضوء على قضايا من بينها عدم حياد وفعالية لجنة التحقيق الوطنية التي أُنشئت في عام 2015 للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبتها جميع أطراف النزاع، وغياب التعاون مع آليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك لجنة مناهضة التعذيب. واقترحت الكرامة توصيات لتعزيز امتثال اليمن لالتزاماته بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

وركز تقرير الكرامة بشكل خاص على الانتهاكات التي ارتكبت ضد السكان المدنيين من قبل مختلف أطراف النزاع الدائر، وانتهاكات القانون الدولي الإنساني التي ارتكبتها القوات الأمريكية والإماراتية في عملياتها لمكافحة الإرهاب، والاستخدام المنهجي للاعتقال التعسفي، والاختفاء القسري والتعذيب، وخاصة ضد الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء السياسيين.

وأوضحت المفوضية السامية لحقوق الإنسان، مؤخراً، أن الأمم المتحدة سجلت في العام 2021 تنفيذ التحالف بقيادة السعودية حوالي 600 غارة جوية شهريا، ضربت جميع أنحاء اليمن. وفي العام 2021 أيضًا، نفّذ المتمردون الحوثيون 340 هجومًا صاروخيًا وبطائرات مسيرة على أراضي المملكة العربية السعودية.

وأضاف بيان المفوضية السامية أنه حتى 26 يناير/ كانون الثانيّ من العام الجاري، نفّذ التحالف 1403 غارات جوية، والحوثيون 39 هجومًا عبر الحدود، معظمها على السعودية، ولكن بعضها على الإمارات العربية المتحدة.

وتشن جماعة الحوثيين هجمات عشوائية مستمرة ضد الأحياء والتجمعات السكانية في العديد من المدن اليمنية، ناهيك عن سقوط عشرات المدنيين ضحايا الألغام التي تزرعها بكثافة، ففي غضون الأسبوع الفائت فقط وثقت الكرامة ثلاث هجمات دامية منفصلة شنتها جماعة الحوثيين ضد المدنيين؛ الأولى في تعز أوقعت امرأة قتيلة وأصابت أخرى إصابة بليغة إثر سقوط قذيفة على أحد المنازل في عزلة بلاد الوافي بمديرية جبل حبشي غربي المدينة. والهجوم الثاني في مأرب التي تؤوي أكبر تجمع للنازحين في البلاد، أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة تسعة آخرين، بينما طال الهجوم الثالث منزل مواطنين في قرية البغيل جنوبي الحديدة، أسفر عن مقتل وإصابة مقتل وإصابة ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة، أحدهم طفلة بترت ساقاها.

يأتي ذلك، بينما كان فريق الخبراء المعني باليمن التابع لمجلس الأمن قد حذر في آخر تقرير له صدر منذ أيام، من أن الإفلات من العقاب بات هو القاعدة وليس الاستثناء عندما يتعلق الأمر بانتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي الإنساني في اليمن، مضيفاً بأن "استمرار هجوم الحوثيين على مأرب كان له عواقب وخيمة على السكان المدنيين وبخاصة النازحين داخليا".

كما تطرق التقرير إلى العديد من الانتهاكات التي ارتكبتها مختلف أطراف النزاع في اليمن.