العراق: الكرامة ترفع تقريرها الموازي تحسبا لاستعراض البلد المقبل أمام لجنة حقوق الانسان

UPR IRAK

في 31 يناير 2022 قدمت الكرامة  تقريرها الموازي للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في إطار التحضير لاستعراض دولة العراق خلال الدورة 134 المرتقب عقدها في 28 فبراير و25 مارس 2022.
وتتألف لجنة حقوق الإنسان من 18 خبيرا مستقلا. وتراقب اللجنة، من خلال الاستعراض الدوري للدول الأعضاء، مدى تنفيذ هذه الأخيرة لالتزاماتها المتعلقة بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي صادق عليها العراق عام 1971.
وفي هذا السياق، لفتت الكرامة انتباه اللجنة إلى خطورة الوضع الذي تعرفه حالة حقوق الإنسان في العراق، معربة عن شواغلها الرئيسية. كما تضمن تقرير الكرامة مجموعة من التوصيات.


انتهاكات الحق في الحياة
استنكر تقرير الكرامة أحكام الإعدام الصادرة بعد محاكمات جائرة استندت في أغلب الأحيان على أحكام قانون مكافحة الإرهاب لعام 2005. وتتبع هذه الأحكام، بشكل منتظم وإلى اليوم، عمليات إعدام جماعية كانت محل إدانة بإجماع المنظمات غير الحكومية والمدافعين عن حقوق الإنسان وخبراء الأمم المتحدة. ويحتل العراق المرتبة الرابعة في العالم من حيث تنفيذ أحكام الإعدام. كما أشارت الكرامة في تقريرها إلى عمليات الإعدام العديدة خارج نطاق القضاء بحق مدنيين ارتكبها الجيش العراقي والميليشيات الحكومية في سياق الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.


الممارسة الممنهجة للتعذيب
رغم تصديق العراق على اتفاقية مناهضة التعذيب، لا تزال التشريعات المحلية المتعلقة بتعريف وتجريم التعذيب تنطوي على الكثير من الثغرات، ما يخلق أرضية خصبة لهذه الجرائم. كما أن قبول الأدلة المبنية على اعترافات منتزعة تحت الإكراه في إطار مناخ عام يكرّس الإفلات من العقاب يشجع على استمرار وتفشي جريمة التعذيب.


من الاعتقالات التعسفية إلى الاختفاء القسري
في تقريرها الموازي، لفتت الكرامة أيضًا انتباه الخبراء إلى الاعتقالات التعسفية العديدة التي يعقبها الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي والتي غالبًا ما تكون مرادفة للاختفاء القسري. وعلى الرغم من المذكرات والنداءات العديدة الصادرة عن لجنة الأمم المتحدة المعنية بالاختفاء القسري، يواصل العراق بانتظام رفضه التعاون مع هذه الآلية الأممية رغم وجود عشرات الآلاف من عائلات ضحايا الاختفاء القسري لم يُكشف إلى اليوم عن مصير ذويهم. ويظل العراق البلد الذي يَعُدّ أكبر عدد من ضحايا الاختفاء القسري بين أبنائه.


انتهاكات الحق في حرية الرأي والتعبير وتكوين الجمعيات
على مدى السنوات القليلة الماضية، لاحظت الكرامة بقلق استمرار السلطات العراقية استخدام قانون مكافحة الإرهاب لقمع الانتقاد السلمي للحكومة. وكانت مظاهرات أكتوبر 2019 التي جمعت مئات الآلاف من الأشخاص في مختلف المدن العراقية، بما في ذلك العاصمة بغداد والبصرة (جنوب شرق العراق)، للتنديد بفساد المسؤولين وللمطالبة بفرص عمل وتحسين الخدمات العامة، مثالا نموذجيا لهذا القمع. حيث تعرض العديد من النشطاء والصحفيين، المعروفين بمعارضتهم السلمية، للقتل أو الإصابة على أيدي المليشيات التابعة للحكومة وقوات الأمن التي نفذت العديد من الاعتقالات، لم تستثن حتى القاصرين.
وتأمل الكرامة أن تتم معالجة الشواغل التي أثيرت في تقريرها البديل بشكل بناء خلال الحوار بين اللجنة المعنية بحقوق الإنسان وممثلي الدولة الطرف من أجل وضع حد لجميع انتهاكات حقوق الإنسان التي يئن لها العراقيون.