الجزائر: الكرامة تدعو المفوضة السامية لحقوق الإنسان إلى تحذير السلطات من أي انزلاق لأجهزتها الأمنية

algiers, March 1, 2019

رفعت مؤسسة الكرامة اليوم مذكرّة إلى مفوّضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان وإلى الإجراءات الخاصة المعنية، بشأن الوضع الحالي في الجزائر، لا سيما بعد الإعلان عن ترشّح عبد العزيز بوتفليقة، المتواجد حاليًا بالمستشفى الجامعي بجنيف، لولاية رئاسية خامسة.

وأكّدت الكرامة على وجه الخصوص على المدى الواسع للمظاهرات التي خرج فيها ملايين المواطنين إلى الشوارع ليقولوا "لا" للولاية الخامسة، وللدعوة إلى تغيير جذري للنظام وإرساء دولة القانون.

وفي هذا الصدد، ذكّرت الكرامة بتوصيات خبراء اللجنة المعنية بحقوق الإنسان، خلال المراجعة الدورية للجزائر، في دورتها الـ 123 في شهر يوليو 2018، التي أعربت عن قلقها بشأن حرية الاحتجاج السلمي في الجزائر. وقد أوصت اللجنة بصرامة بأن تمنع السلطات الجزائرية بفعالية كل أشكال الاستخدام المفرط للقوة من جانب الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون أثناء تفريق التجمّعات.

وأبلغت الكرامة مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أنه على الرغم من هذه التوصية، فإنّ بعض المسؤولين الأمنيين يقومون باعتداءات عنيفة ضد المتظاهرين السلميين ويأمرون مرؤوسيهم باستخدام العنف دون أدنى مبرّر.

وتُعرب الكرامة عن مخاوفها من أن تؤدّي مثل هذه الاستفزازات البوليسية، حتى لو كانت معزولة اليوم، إلى ردود فعل متطرّفة تجرّ البلاد إلى دوّامة من العنف الذي لا يمكن السيطرة عليه.

كما تدعو الكرامة مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان والإجراءات الخاصة المعنية إلى حثّ السلطات الجزائرية على إصدار تعليمات صارمة لجميع أجهزة الأمن للامتناع عن أي استخدام للقوة ضد المتظاهرين السلميين.

ومن أجل الحفاظ على الطبيعة السلمية لحركة الاحتجاج واسعة الانتشار في البلاد فإنّ السلطات الجزائرية ملزمة بفتح تحقيقات لتحديد هوية جميع المسؤولين عن العنف ضد المتظاهرين، ومحاكمتهم ومعاقبتهم.

وقد قدّمت الكرامة تسجيلات صوتية ومرئية وصورًا دعمًا لمذكّرتها العاجلة.