سوريا: سلمى عبدالرزاق طالبة فلسطينية اختفت من مخيم اليرموك منذ العام 2012

.

رفعت مؤسسة الكرامة ومنظمة أورنمو للعدالة وحقوق الإنسان في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2017، نداءً عاجلاً إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي بشأن قضية سلمى عبد الرزاق، طالبة فلسطينية تبلغ من العمر 27 عاما، اختفت إثر اعتقالها بالقرب من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في 30 ديسمبر/كانون الأول 2012.

تُظهر قضية سلمى الموقف الحرج الذي وجد اللاجئون الفلسطينيون أنفسهم فيه إبان الحرب السورية، لا سيما سكان مخيم اليرموك. فعلى الرغم من أن أغلبهم كانوا يفضلون البقاء على الحياد لحين تكشف صورة الأزمة السورية، إلا أن الجيش السوري قام بمساعدة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "القيادة العامة" باعتقال عدد كبير من الأشخاص للاشتباه في تعاملهم مع المعارضة.

فبعد سيطرة المعارضة السورية المسلحة على اليرموك في أواخر عام 2012، رد النظام السوري وحلفاؤه بفرض حصار ضيق على المخيم كشكل من أشكال العقاب الجماعي. وتسبب ذلك بكارثة إنسانية تمثلت باحتجاز 18000 مدني داخل المخيم وحرمانهم من تلقي المعونات الإنسانية.

اعتقل عناصر تابعون للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "القيادة العامة"، وهو فصيل فلسطيني مقرب من النظام السوري، الطالبة سلمىى وسلموها إلى جهاز المخابرات العسكرية في دمشق، فرع فلسطين. ومنذ ذلك الحين، لم تتلق أسرتها سوى القليل من المعلومات عن مصيرها ومكان احتجازها.

قبل اندلاع الاشتباكات بين الجيش والجماعات المسلحة في 16 ديسمبر/كانون الأول 2012، كانت سلمى تعيش داخل المخيم. وكغيرها من السكان الذين وصل عددهم إلى الـ 140،000 شخص، لم يكن أمامها خياراً غير البحث عن ملجأ خارج المخيم، في الأحياء القريبة من دمشق.

كانت سلمى في السنة الرابعة من اختصاص الهندسة المعمارية في جامعة دمشق، وقت الاعتقال. عرف عنها نشاطها في الحياة الجامعية، وسبق أن قدمت عدة أمسيات شعرية، وكانت متطوعة في الكشاف الطبي التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية.

تلقت سلمى اتصالاً هاتفياً في 30 ديسمبر/كانون الأول 2012، أثناء تواجدها في الجامعة، وأُخبرت بإصابة شقيقها الأكبر برصاص قناص داخل المخيم. فقررت الدخول إلى المخيم للاستفسار عن حالته رغم خطورة الوضع الأمني.

وعندما وصلت إلى مدخل المخيم، تم توقيفها وتفتيشها عند حاجز عسكري تابع للجبهة الشعبية، واعتقلت بسبب حيازتها كمية صغيرة من الأدوية حاولت إدخالها معها.

سُلّمت لاحقاً إلى السلطات السورية، وتحديداً إلى "فرع فلسطين" السيء الصيت التابع للمخابرات العسكرية في دمشق، والذي يعتبر أكثر مراكز الاعتقال  إثارة للرعب بسبب اشتهاره بممارسة التعذيب.

بين عامي 2013 و 2014، أبلغ العديد من المحتجزين في "فرع فلسطين" أسرة سلمى أنها محتجزة هناك، أما اليوم فعائلتها تجهل ما إذا كانت لاتزال هناك أم لا.

في 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، وجهت مؤسسة الكرامة ومنظمة أورنمو نداء عاجلا إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي أعربتا فيه عن انشغالهما بمصير الضحية وقلقهما من تعرضها للتعذيب داخل مركز الاحتجاز التابع للفرع، والتمستا تدخل الفريق الأممي لدى السلطات السورية لمطالبتها بالإفراج الفوري عن سلمى عبد الرزاق وفي كل الأحوال وضعها تحت حماية القانون.

لمزيد من المعلومات

الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org

أو مباشرة على الرقم 0041227341007