سوريا: إعدام الناشط باسل خرطبيل بعد اختفائه منذ العام 2015

سوريا: إعدام الناشط باسل خرطبيل بعد اختفائه منذ العام 2015

أكّدت أرملة الناشط في مجال حرية التعبير، باسل خرطبيل، خبر إعدام زوجها إثر اختفائه من سجن عدرا في 3 تشرين الأول\ أكتوبر 2015.

لعب باسل خرطبيل دوراً هاماً في "فتح الإنترنت في سوريا، البلد ذي السمعة السيئة في الرقابة على الإنترنت، وتوسيع نطاق الوصول إلى الإنترنت والمعرفة إلى حد كبير للشعب السوري". واختارته مجلة "فورين بوليسي" ضمن أفضل 100 مفكر عالمي لعام 2012، كما حصل على جائزة مؤشر الرقابة للحرية الرقمية لعام 2013 ".

تشارك الكرامة عائلة الفقيد مشاعر الأسى والحزن لفقد الناشط في مجال الإنترنت والبرمجيات، الذي كرّس عمله لدعم حرية التعبير وفتح شبكة الإنترنت في بلده.

من النشاط إلى الاحتجاز

شارك باسل خرطبيل السوري\الفلسطيني -المعروف على الانترنت باسم باسل صفدي- في تأسيس مختبر أيكي، وهو فضاء تقني للشباب أو"معمل قرصنة"، بدأ العمل به إبان إندلاع الاحتجاجات الجماهيرية ضد نظام بشار الأسد في العام 2011.

كان خرطبيل أستاذ تكنولوجيا ومهندس برمجيات، وداعماً كبيراً لاستخدام التكنولوجيا في تعزيز الإنترنت المفتوح والمجاني من خلال بناء المعرفة لمحو الأمية الرقمية والانفتاح على وسائل التواصل الاجتماعي والأدوات المفتوحة المصدر في جميع أنحاء العالم العربي.

اعتُقل عقب مغادرته عمله في حي المزة بدمشق يوم 15 مارس/آذار 2012، من قبل عناصر المخابرات العسكرية وأُخذ إلى وجهة مجهولة. وبعد أسبوع، أصطحبته قوات الأمن إلى منزله لتفتيشه، لتعود عائلته وتفقد الاتصال به مجدداً، لمدة تسعة أشهر.

استطاعت عائلته التواصل معه في 26 ديسمبر/كانون الأول 2012، حيث كان في حالة نفسية وجسدية سيئة جداً بسبب التعذيب والحبس في زنزانة إنفرادية داخل سجن عدرا.

بعد تسعة أشهر من الاحتجاز السري، اتهم المدعي العام العسكري خرطبيل ب "التجسس لصالح دولة معادية" بموجب المادتين 272 و 274 من القانون الجنائي السوري، وأحال القضية إلى المحكمة العسكرية.

نقل خرطبيل من سجن عدرا بتاريخ 3 أكتوبر/تشرين الأول 2015، بينما كان لا يزال قيد المحاكمة، واختفى سجله الرسمي من هناك. علمت زوجته، نورا، بخبر نقله من سجناء آخرين، لكن السلطات رفضت تزويدها بأية معلومات عن مكان وجوده.

الأمم المتحدة تطالب بالإفراج عنه

في أيلول\سبتمبر 2014، رفعت  الكرامة قضية باسل إلى الفريق العامل المعني بمسألة الاحتجاز التعسفي في الأمم المتحدة، الذي أصدر قراراً في نيسان\أبريل 2015، اعتبر فيه الاحتجاز "تعسفيا" ودعا إلى الإفراج الفوري عنه. لكن السلطات السورية تجاهلت القرار وظل خرطبيل أسير زنزانته في سجن عدرا.

بعد اختفاء خرطبيل في العام 2015، التمست الكرامة تدخل الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي ومطالبة السلطات السورية بالكشف عن مكان احتجازه والسماح لأسرته بزيارته، ، لكن، مرة أخرى، تجاهلت السلطات السورية نداء الفريق العامل.

وفي 1 آب\أغسطس 2017، أعلنت زوجته خبر إعدامه مباشرة بعد اختفائه في العام 2015. وكان وقتذاك في 34 من عمره. ووضعت يوم الثلاثاء الماضي عبر الفيسبوك منشوراً كتبت فيه مؤكّدة "(...) صدور حكم إعدام وتنفيذه بحق زوجي باسل خرطبيل صفدي بعد أيام من نقله من سجن عدرا في تشرين الأول 2015 ... نهاية تليق ببطل مثله ...". وأكدّت السفارة الروسية بدمشق خبر إعدام باسل في ذاك الوقت.

وحتى اليوم، لم تؤكد السلطات السورية وفاته، ولم تُعد جثمانه ولا قدّمت شهادة وفاة إلى أسرته.

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم 0041227341007