الإفراج عن الشاعرة الفلسطينة دارين طاطور

.

 (جنيف ، 20 سبتمبر 2018) - في 20 سبتمبر 2018 ، أفرجت السلطات الإسرائيلية عن الشاعرة الفلسطينية دارين طاطور من سجن الدامون بالقرب من حيفا، بعد أن قضت رهن الاحتجاز ما مجموعه خمسة أشهر بتهمة "التحريض على العنف" و "دعم المنظمات الإرهابية" بسب أشعارها و نشاطها على وسائل التواصل الاجتماعي.

في 31  يوليو، قضت محكمة إسرائيلية بسجن دارين طاطور خمسة أشهر، ولأنها كانت قد قضت بالفعل ثلاثة أشهر، كان ستقضي الشهرين المتبقيين ابتداءً من 8 أغسطس. وفي 19 سبتمبر تلقت أسرتها مكالمة هاتفية تبلغها أنه سيتم إطلاق سراحها في اليوم التالي.

صرحت دارين للصحفيين "أخيرا ينتابني شعور الفرح بعد 3 أعوام من المعاناة والسجن والإبعاد والحبس المنزلي". وأضافت "نلت حريتي وسأستمر في الكتابة ولن أتوقف. كل المعاناة كانت بسبب قصيدة كتبتها".

منذ انطلاق محاكمة دارين طاطور بسبب ممارسة حقها في حرية التعبير، سعت الكرامة إلى تدخل ديفيد كاي،  المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحرية الرأي والتعبير فوجهت له نداء عاجلا في 15 ديسمبر 2017. ثم كررت الكرامة طلبها للخبير الأممي في 20 سبتمبر ودعته إلى تذكير السلطات الإسرائيلية التزامها باحترام الحق الأساسي في حرية الرأي التعبير.

قضية دارين طاطور

في الساعات الأولى من صباح يوم 11 أكتوبر 2015، اقتحمت شرطة الناصرة ترافقها وحدة من شرطة الحدود الإسرائيلية، منزل طاطور، وألقت القبض عليها دون تقديم مذكرة اعتقال أو تبرير للأسباب.

ثم أُجبرت في الحجز على التوقيع على محضر التحقيق دون السماح لها بالاطلاع عليه. ظلت طاطور تجهل التهم الموجهة لغاية 2 نوفمبر 2015 ، عندما محكمة الصلح في الناصرة تهمة "التحريض على العنف" و "دعم المنظمات الإرهابية" استنادا إلى شعرها ونشاطها على وسائل التواصل الاجتماعي.

في 3 أكتوبر الأول نُشرت قصيدة "قاوم يا شعبي قاومهم" لدارين طاطور على يوتيوب وفيسبوك. و أثناء محاكمتها التي انطلقت في 13 أبريل 2016، ناقش الادعاء والدفاع ترجمة مقاطع معينة من القصيدة.

في القصيدة ، استخدمت "طاطور" كلمة "شهيد" التي ادعت النيابة العامة أنها العبرية ، تشير إلى الفلسطينيين الذين قُتلوا أثناء تنفيذ الهجمات على الإسرائيليين. إلا أن  الدفاع أوضح أن هناك خطأ في ترجمة القصيدة، وأن الكلمة تستخدم للإشارة إلى الأشخاص الذين قُتلوا بلا سبب.

تطرقت دارين في قصيدتها إلى عدد من حالات قتل فلسطينيين على يد الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين الإسرائيليين، هديل الهشلمون، 19 عاما، التي قامت مجموعة من الجنود الإسرائيليين بإطلاق النار عليها أمام الملأ عند نقطة تفتيش في الخليل في سبتمبر 2015. وحالة الرضيع علي الدوابشة ذي 18 شهرا، والذي قضى نحبه حرقا بعد هجوم قام به مستوطنون إسرائيليون، منتصف ليلة 31 يوليو 2015، على بيت والديه سعد ورهام الذين لقيا حتفهما أيضا، ولم يسلم إلا أخوه أحمد البالغ من العمر أربع سنوات.

وقالت دارين في فيديو نشرته قناة A+J على يوتيوب في سبتمبر 2016 "القصيدة تحكي عن قضية إنسانية نعيشها كل يوم، لكن القصيدة للأسف ترجمت بطريقة خاطئة، وهكذا تحولت من قصيدة إنسانية إلى تحريض حسب القوانين الإسرائيلية".

تهم تنتهك الحق في حرية التعبير

تشير لائحة الاتهام ضد دارين إلى منشور على فيسبوك في 4 أكتوبر / تشرين الأول 2015 مفاده أن 'حركة الجهاد الإسلامي تعلن في بيان لها استمرار الانتفاضة في كل أنحاء الضفة الغربية"، إضافة إلى نشرها صورة لإسراء عابد المرأة الفلسطينية التي أطلق ضباط الأمن الإسرائيليين النار عليها في محطة الحافلات بالعفولة، وكتبت تحتها 'سأكون أنا الشهيدة القادمة'.

تدخل المضايقات القضائية للشاعرة طاطور في سياق الاعتقالات المتزايدة للفلسطينيين بسبب نشاطهم على وسائل التواصل الاجتماعي. وبالفعل، منذ عام 2015، تم توقيف 280 فلسطينياً بسبب نشرهم أو "إعجابهم" بمنشور على مواقع التواصل الاجتماعي.
لمزيد من المعلومات

الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني  media@alkarama.org أو مباشرة على الرقم: 0041227341008