مصر: إختفاء تسعة رجال عقب اختطافهم على أيدي قوات الأمن الوطني والشرطة

.

ما يزال تسعة رجال في عداد المفقودين عقب اختطافهم على أيدي قوات الأمن والشرطة المصرية، وذويهم يعربون عن قلقهم على حياتهم.

44 شخصاً، معظمهم شبان جامعيون، أعدمتهم قوات الأمن الوطني بإجراءات موجزة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، بعد احتجازهم سراً لفترات تراوحت بين أسبوعين وشهر.

جو من القلق وخوف على سلامة المعتقلين ساد كامل البلاد جراء تلك الممارسة؛ لا سيّما لدى أسر الضحايا المفقودين، حيث تستمر السلطات بإنكار توصلها بأية معلومات حول مصير أقاربهم.

قوات الأمن الوطني تختطف 6 طلاب من منازلهم خلال تموز/يوليو 2017

6 من أصل الضحايا التسع، هم طلاب تتراوح أعمارهم ما بين 17 و 23 عاماً. اختطفوا جميعاً عقب مداهمات عنيفة لمنازلهم، ونقلوا إلى أماكن مجهولة، ولم تتوصل أسرهم بأية معلومات عن أماكن احتجازهم.

تمام الـ 4:30 فجر 5 تموز/يوليو 2017، داهم حوالي 20 عسكرياً بزيهم الرسمي وآخرون بلباس مدني منزل الطالب أحمد صبري عبد العاطي محمود، 20 عاما، بمنطقة الجيزة، واستمروا بتفتيشه حتى السادسة صباحاً قبل اعتقال أحمد ونقله إلى مكان مجهول.

وفي  13 يوليو/تموز 2017، داهم عسكريون بملابس مدنية عرّفوا عن أنفسهم بأنهم عناصر من الأمن الوطني، منزلا مسلم جمعة خضر سليمان، 23 عاماً، ومصعب عصام محمد محمد عويس الخديري، 22 عاماً، وقاما باعتقالهما واقتيادهما إلى جهة مجهولة.

المشهد ذاته تكرر مع الطالب أكرم إبراهيم لطفي أحمد الزيدي، 20 عاماً، تمام الخامسة من مساء 23  يوليو/تموز 2017. وكذلك مع الطالبين الثانويين، أمير رضا عبد المنعم متولي، 17 عاماً، وابن عمه البالغ أحمد بكر عبد المنعم متولي، 18 عاماً، يوم 28 تموز/يوليو 2017. ولم يتمّ الإعلان عن أماكن اعتقالهم.

رغم ذلك، جهد أقاربهم للتوصل بمعلومات عنهم فراجعوا جميع مراكز الشرطة ومقر جهاز الأمن الوطني للاستفسار عن أماكن احتجازهم. وقدموا شكاوى إلى النيابة العامة ووزير الداخلية والمجلس الوطني لحقوق الإنسان. لكن السلطات نفت احتجازهم وعلمها بأي شيء عنهم.

سنة مرّت على اختفاء أحمد طاهر عقب توقيفه عند إحدى نقاط التفتيش

إعتقل أحمد جمال الدين طاهر، 34 عاماً، المتخصص في الصناعة الكيميائية، عند حاجز الشيخ زايد في مدينة 6 أكتوبر، في 21 أيلول/سبتمبر 2016، أثناء توجّهه لزيارة صديق له. واستطاع إبلاغ صديقه بالأمر في مكالمة هاتفية خاطفة قبل أخذ هاتفه منه وإقفاله.

في 12 تموز/يوليو 2016، قضت عليه محكمة أسوان العسكرية غيابياً بالسجن مدة 25 عاماً بتهمة "تفجير نقطة شرطة كيما".

وعقب اختفائه، حاولت عائلته الاستفسار عنه لدى عدة جهات، من بينها النائب العام ووزارة الداخلية والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، لكن محاولاتها باءت جميعها بالفشل، وما زال أحمد مفقوداً منذ عام تقريباً.

قوات الأمن الوطني تختطف مواطنين من الشارع..

قرابة الخامسة من مساء 6 حزيران/يونيو 2017، كان عبد العزيز عيسى شلفوطة 52 عاماً، مهندس ميكانيكي ومالك لشركة هندسية، في طريقه لزيارة زبون له برفقة موظفيه عندما اعترضت سيارته حافلة صغيرة وأوقفتها. طُلب منهم الترجل من السيارة، وعُصّبت أعينهم وأجبروا على الدخول إلى الحافلة ونقلوا إلى مكان مجهول.

أُفرج عن العاملين معه في مطلع تموز/يوليو 2017، وصرّحوا بأن من اعتقلهم كانوا عناصر من قطاع الأمن الوطني، اقتادوهم إلى مديرية أمن الدولة بمنطقة 6 أكتوبر. لكن عندما ذهب أفراد من عائلته للاستفسار عنه لدى المديرية، انكر المعنيون اعتقالهم له.

ورجل يختفي في مركز الشرطة!

في 8 يونيو/حزيران 2017، ذهبت والدة عبد الرحمن أسامة محمد عقيد، موظف حكومي يبلغ من العمر 30 عاماً، لزيارته في مكان احتجازه داخل مركز شرطة القاهرة الجديدة 2. ولدى وصولها، أخبرها رجلا أمن أن ولدها ليس محتجزاً هناك، ورفضا تزويدها بأية معلومات عن مكانه.

اعتقل عبدالرحمن خلال العام 2014، وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات. وبعد قضاء فترة حكمه، نُقل في 23 أبريل/نيسان 2017، من سجن ليمان طرة إلى مركز شرطة القاهرة الجديدة 2 لإتمام إجراءات الإفراج عنه. وكان مسموحاً لوالدته بزيارته مرتين في الأسبوع. لكن آخر زيارة سمحت لها كانت في 6 يونيو/حزيران 2017، وكانت آخر مرة ترى فيها ابنها قبل اختفائه.

تقول خديجة نمار، المسؤولة القانونية في مؤسسة الكرامة عن منطقة شمال إفريقيا "إن الوضع في مصر اتخذ منحى مقلقاً في الأسابيع القليلة الماضية مع عشرات حالات الاختفاء القسري في صفوف الطلاب والمعارضين التي تسجّل يومياً، ناهيك عن إعدام البعض منهم عقب اختطافهم مباشرة." وتضيف "تستمر السلطات المصرية بتلك الممارسات في ظلّ إفلات تام من العقاب. وترقى الممارسة الممنهجة للاختفاء القسري إلى مستوى الجريمة ضد الإنسانية، التي ينبغي مقاضاة مرتكبيها بموجب القانون الجنائي الدولي".

وأخيراً، أخذت الكرامة على عاتقها رفع حالات الضحايا؛ أحمد صبرى محمود، ومسلم سليمان، ومصعب  الخديري، وأكرم الزيدي، وعبد الرحمن عقيد، وعبد العزيز شلفوطة، وأحمد طاهر، وأمير وأحمد متولي، إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري وغير الطوعي لمطالبة السلطات المصرية بالكشف عن مصير ومكان احتجاز الضحايا.

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم 0041227341007