من إربيل إلى بغداد، ممارسة الاختفاء القسري تجتاح كل مناطق العراق في السنوات الأخيرة

.

بين ديسمبر / كانون الأول 2017 وشباط / فبراير 2018 ، قدمت الكرامة وجمعية الوسام الإنسانية سبع حالات اختفاء قسري أخرى في العراق إلى اللجنة المعنية بحالات الاختفاء القسري بالأمم المتحدة.
في عام 2014 اختفى في مناطق مختلفة من البلاد كل من حميد الزوبعي، أحمد الدليمي، وأبناء العمومة دريد و ستار الجنابي و الإخوة فالح و صالح و مشتاق الجنابي.
وتوضح هذه الحالات أن ممارسة ا الاختفاء القسري أصبحت منهجية في جميع أنحاء العراق الذي بات عدد الأشخاص المفقودين فيه من بين الأعلى في العالم.

اختفاءات على يد الأسايش في أربيل

ألقي القبض على أحمد الدليمي في أربيل في 16 سبتمبر / أيلول 2014 من قبل قوات "الأسايش"، المنظمة الأمنية الكردية والوكالة الاستخباراتية الرئيسية العاملة في إقليم كردستان في العراق. توجه أحمد، البالغ من العمر 47 عاماً والذي يعمل محاسبا في بغداد، إلى أربيل لزيارة عائلة زوجته. وبينما هو في بيت أقاربه أغار أفراد من الأسايش على المكان واعتدوا عليه بالضرب ثم أخذوه إلى مكان مجهول.

توجه أقاربه إلى مقر قوات "الأسايش" في أربيل للاستفسار عن مصير أحمد ومكان وجوده، لكن المسؤولين هناك نفوا احتجازه. فقامت أسرته بتوجيه رسالة إلى الرئيس العراقي، لكنها ظلت بلا جواب.

وتتهم قوات "الأسايش" بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، كالاحتجاز غير القانوني، وتعذيب المشتبه فيهم بالإرهاب، وقمع حرية التعبير، بما في ذلك استخدام العنف ضد الصحفيين. وفي السنوات الأخيرة، ارتفع عدد مزاعم الاختفاءات القسرية التي تتهم الأسايش بالضلوع فيها.

في 7 نوفمبر / تشرين الثاني 2017، تظاهر عشرات الأشخاص في كركوك مطالبين بمعلومات عن أقاربهم يزعم أن قوات الأسايش تحتجزهم. وينتمي أغلب المختفين قسريا إلى العرب السنة الذين نزحوا إلى كركوك أوغيرهم من سكان المدينة الذين اعتقلهم الأسايش بعد استعادة القوات الكردية السيطرة على المدينة في يونيو 2014، للاشتباه في انتمائهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية.

ثلاثة حالات اختفاء في بغداد

في 12 يونيو / حزيران 2014، قام 10 أفراد من الجيش العراقي في بغداد بالقبض على دريد الجنابي البالغ من العمر 41 عاماً وابن عمه ستار الجنابي*، البالغ من العمر 46 عاماً. صادر الجنود بطاقات هويتهما وجوازاتهما وهواتفهما وحواسيبهما المحمولة ثم أُجبروهما على الصعود إلى ناقلة من نوع شفرولي سيلفرادو بيضاء اللون بدون لوحات تسجيل وأخذوهما إلى مكان مجهول. ومنذ ذلك الحين لم يظهر لهما أثر بالرغم من استفسارات أقاربهما المتعددة لدى مختلف المصالح الحكومية ومراكز الاحتجاز في بغداد.

أما حميد الزوبعي البالغ من العمر 28 عاماً، فقام أفراد من الجيش العراقي في 20 مايو / أيار 2014 بالقبض عليه بعنف من منزله في بغداد أمام والدته وابن أخيه وجيرانه. بحث عنه أقاربه لدى جميع الإدارات والمصالح الأمنية لكن جميع مساعيهم باءت بالفشل.

اختطاف الإخوة الجنابي

في الساعات الأولى من مساء 9 سبتمبر / أيلول 2014، داهمت أفراد من الشرطة الاتحادية والجيش العراقي باللطيفية بيت الإخوة فالح وصالح ومشتاق الجنابي* الذين تتراوح أعمارهم ما بين 24 و 39 سنة، ثم احتجزوا بقية أفراد العائلة على البقاء في غرفة أخرى وصادروا جميع متعلقاتهم الشخصية ثم أخذوهم إلى وجهة مجهولة.

استفسر أقارب الأشقاء الثلاثة عن مصيرهم ومكان وجودهم في مركز شرطة اللطيفية والمحكمة الجنائية المركزية العراقية ووزارة حقوق الإنسان وسجن التفسيرات وسجن مطار المثنى، وسجن مطار بغداد ومقر الفرقة 17 والفوج الأول من الجيش العراقي، لكن دون جدوى.

العراق ملزمة بموجب القانون الدولي بالقضاء على الاختفاء القسري

العراق طرف في الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري منذ عام 2010، لذا فإن الحكومة المركزية ملزمة بموجب القانون الدولي بالعمل على وقف ممارسة الاختفاء القسري التي بلغت في السنوات الأخيرة معدلات وبائية. كما يتوجب عليها التنسيق مع حكومة إقليم كوردستان للتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الأجهزة الأمنية الخاضعة لسلطتها في المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي.

* لقب الجنابي منشر في العراق، ولا قرابة لدريد الجنابي وابن عمه ستار الجنابي مع الإخوة فالح وصالح ومشتاق الجنابي.

لمزيد من المعلومات

الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني: media@alkarama.org

أو مباشرة على الرقم: 0041227341008