يصادف هذا اليوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 نيسان اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ 47 عامًا في "القرار 32/40 باء" المؤرخ بـ 2 كانون الأول/ديسمبر 1977. ودعت الجمعية العامة في هذا القرار "جميع الحكومات والمنظمات إلى التعاون مع اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف".
تذكّر الكرامة بهذه المناسبة في الوقت الذي تستمر الحرب الشاملة التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة، للشهر الرابع عشر على التوالي، حيث يبدو أن التضامن مع الشعب الفلسطيني لا يصدر إلا من الشعوب التي تتعاطف مع الفلسطينيين في المحنة الشديدة التي يمرون بها جراء جرائم الاحتلال الإسرائيلي. وهذا ما أبرزه تفاعل شرائح واسعة من المواطنين في دول كثيرة في العالم، وأيضًا من عدد من المنظمات الحقوقية الدولية.
أما الحكومات فمعظمها فشلت في ذلك فشلًا ذريعًا، بل ومنها من لم تكتف بعدم إظهار شيء من التضامن مع الشعب الفلسطيني، بل انخرط في الدعم الكامل واللامشروط للحكومة الإسرائيلية في ما تقوم به من جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية وإبادة، وذلك بإمدادها بالأسلحة الفتاكة وتوفير الحماية السياسية والدبلوماسية والقانونية لها.
أما منظمة الأمم المتحدة التي اعتمدت هذا اليوم التضامني فلم يبق لها أي اعتبار لدى إسرائيل إلى درجة أعلنت حكومة الاحتلال الأمين العام للمنظمة الدولية شخصًا غير مرغوب فيه في إسرائيل، وهي الكيان الذي استحدث –للمفارقة – من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرار تقسيم فلسطين الذي اعتمدته في مثل هذا اليوم، 29 نوفمبر 1947 (القرار 181 (II)).