
بمناسبة إحياء اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام تؤكدّ الكرامة على خطورة تبعات ظاهرة الإسلاموفوبيا وخطاب الكراهية ضد المسلمين، والمتمثّلة في انتهاكات جسيمة للعديد من حقوقهم الأساسية بما في ذلك الحق في السلامة الجسدية، والحق في ممارسة العبادة، وحرية التعبير، والحق في عدم التمييز على أساس الدين، والحقوق السياسية للمواطنين ذوي الديانة الإسلامية.
وفي هذا السياق، تشدد الكرامة على ضرورة اتخاذ حكومات الدول التي تتفشى فيها كراهية الإسلام إجراءات وقائية للحد من هذه الظاهرة، ومحاسبة كل من يثبت في حقه الضلوع في أعمال عدائية ضد المسلمين بسبب معتقدهم، ومن يساهم في نشر خطاب الكراهية داخل المجتمع، والعمل على تعزيز قِيم التسامح والتعايش السلمي.
وقد أعلنت الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في قرارها 76/254 عام 2022 يوم 15 مارس/آذار يومًا دوليًا لمكافحة كراهية الإسلام، ودعت جميع الدول الأعضاء والمؤسسات المعنية في منظومة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمات الدينية إلى الاحتفال به. كما أعربت الجمعية العامة عن بالغ استيائها من جميع أعمال العنف الموجهة ضد الأشخاص بسبب دينهم أو معتقدهم ومما يوجه من تلك الأعمال ضد أماكن عبادتهم.
ورغم هذا الجهد الأممي للحد من ظاهرة الإسلاموفوبيا، فهي مستمرة في التفاقم في العالم خاصة في أوروبا وأمريكا والهند. فقد شهدت أوروبا في 2024 زيادة ملحوظة في ظاهرة الإسلاموفوبيا، حيث أظهرت الدراسات والتقارير الرسمية ارتفاعًا في معدلات التمييز والاعتداءات ضد المسلمين، كما يشير إليه التقرير الذي صدر في أكتوبر/تشرين الأول 2024 عن وكالة الحقوق الأساسية التابعة للاتحاد الأوروبي.
كما ذكر مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية أن حالات التمييز والاعتداءات ضد المسلمين والعرب في الولايات المتحدة سجلت رقمًا قياسيًا جديدًا عام 2024، وأن عدد الشكاوى المسجلة المتعلقة بالحوادث المعادية للمسلمين والعرب بلغ 8658، أي ارتفع بنسبة 7.4% خلال 2024، وهو أعلى رقم منذ أن بدأ المجلس في جمع البيانات في عام 1996.
وفي الهند، كشف مختبر الكراهية الهندي الذي هو جزء من مركز دراسة الكراهية المنظمة في واشنطن، في تقريره الصادر في فبراير/ شباط 2025، أنّ عدد حوادث خطاب الكراهية التي تستهدف الأقليات الدينية، والإسلامية أساسًا، في الهند، ارتفع من 668 في عام 2023 إلى 1165 في عام 2024، مما يمثل زيادة مذهلة بنسبة 74.4%، ويعود ذلك إلى الخطاب القومي الهندوسي المتطرف لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم.
وعرف خطاب الكراهية ضد الإسلام والمسلمين عملية تطبيع لدى النخب السياسية والإعلامية والفكرية، فبينما كان في السابق محصورًا في أوساط اليمين المتطرّف، انتشر اليوم ليشمل عموم الطيف السياسي والأيديولوجي وحتى مؤسسات الدولة الرسمية.
وكان لخطاب وسياسات الحرب على الإرهاب دور كبير في تفاقم الظاهرة، لتركيزها على المسلمين بشكل أساسي، ممّا يعزز لدى الرأي العام ربط الإرهاب بالإسلام والمسلمين، ويهيئ الأرضية النفسية والاجتماعية للقيام بأعمال عدائية ضد المسلمين وأماكن عبادتهم.
كما تتحمّل بعض الحكومات العربية التسلطية، وعلى رأسها حكومة الإمارات العربية المتحدة، جزءًا كبيرًا في المسؤولية في تأجيج الإسلاموفوبيا في أوروبا، في إطار حملاتها الشرسة ضد الحركات الإسلامية، منتقلة من محاربتهم داخل الدول العربية إلى ملاحقتهم في المهجر.