العراق: لاتزال ممارسة الاختفاء القسري الممنهجة تسود في العراق، والكرامة تقدم 5 قضايا جديدة إلى الأمم المتحدة

.

أحالت الكرامة وجمعية الوسام الإنسانية خلال شهر أيلول/سبتمبر 2017، خمس حالات اختفاء قسري في العراق إلى لجنة الأمم المتحدة المعنية بحالات الاختفاء القسري. وما هذه الحالات إلا نماذج لممارسة الاختفاء القسري المنهجية السائدة في العراق الذي تعتبر فيه نسبة المفقودين واحدة من الأعلى عالميا.

الجيش العراقي ووحدات الحشد الشعبي يمارسون الاختفاء القسري

رفعت الكرامة إلى اللجنة الأممية المعنية بحالات الاختفاء القسري قضيتي علي الشريفي وعبد المهيمن البازي اللذين اختطفا في العام 2014 على أيدي عناصر من الجيش العراقي والحشد الشعبي.

أوقف علي الشريفي، سائق حافلة يبلغ من العمر 34 عاما، في 24  يناير/كانون الثاني 2014، عند اقترابه من حاجز عسكري على الطريق الرئيسي لمنطقة اللطيفية تابع للشعبة 17  في الجيش العراقي. ثم كبله الجنودُ وأخذوه عنوة إلى مركبة عسكرية اقتادته إلى جهة مجهولة، وتمت مصادرة حافلته. ومنذ ذلك الحين، لم تتلق عائلة الشريفي أية معلومات عن مصيره أو مكان تواجده.

بعد ستة أشهر على حادثة الشريفي، كان الطالب عبد المهيمن البازي على متن سيارة أجرة في طريق عودته إلى منزله في سامراء، وعند نقطة تفتيش قامت قوات مشتركة للشرطة الاتحادية وسرايا السلام بالقبض عليه.

شُكّل تنظيم سرايا السلام في حزيران/يونيو 2014 على يد رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" الذي سيطر على مساحات واسعة من البلاد. وهو أحد قوات الحشد الشعبي، المؤلف من 67 فصيلاً، والذي ضُمّ رسميا إلى الجيش العراقي بعد إقرار البرلمان العراقي مشروع قانون قضى بدمج قوات الحشد الشعبي بالجيش العراقي، في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2016.

سعت عائلة البازي جاهدة لمعرفة مكان تواجده. واستفسرت عنه لدى المجلس المحلي لمحافظة صلاح الدين ومركزي اعتقال التاجي والتسفيرات في منطقة الشعب والمحكمة الجنائية المركزية في بغداد؛ لكنها لم تجد أثرا لاسمه في أي من سجلات المحتجزين.

ويرجح سبب اعتقال عبد المهيمن البازي إلى مشاركة أفراد من عائلته سابقا في ميليشيا الصحوة، والتي كانت تعرف أيضاً بمجالس الإسناد أو الإنقاذ، بين عامي 2006 و 2014. وهي تجمعات عشائرية عراقية سنية حظت بدعم القادة العسكريين الأمريكيين عام 2005 لمواجهة تنظيم القاعدة، وتمّ حلّها من قبل الحكومة العراقية قبل ظهور تنظيم الدولة الإسلامية.

ثلاث عمليات اختطاف على طريق بغداد-الموصل خلال حزيران/يونيو 2015

كما أحالت الكرامة إلى اللجنة الأممية ثلاث قضايا أخرى تخص كل من خالد الجحيشي وياسين الصفار وسالم الحديدي، اختطفوا خلال أيام من شهر حزيران/يونيو 2015 على طريق بغداد-الموصل.

يوم 13  حزيران/يونيو 2015، كان سائق سيارة الأجرة خالد الجحيشي، 43 عاما، ينقل ركاباً من بغداد إلى الموصل ضمن قافلة تتألف من 14 حافلة نقل أخرى. وعند وصلوهم إلى منطقة الحصوة عند نقطة تفتيش تابعة لكتائب حزب الله، ألقى عناصر النقطة القبض على السيد خالد وجميع الرجال المسافرين معه. ولم يتعرضوا للنساء أو الشيوخ، بل سمح لهم بمواصلة سفرهم إلى الموصل.

وبعد يومين، اختفى كل من ياسين الصفار وسالم الحديدي في ظروف مماثلة. كان الأجير اليومي، ياسين الصفار، 43 عاما، في طريق عودته من بغداد إلى الموصل- حيث يتابع علاج فشله الكلوي- عندما اعتقله عناصر من كتائب حزب الله عند نقطة تفتيش تابعة لهم، إضافة إلى 68 شخصاً آخراً.

وفي اليوم نفسه، اختطف سالم الحديدي، وهو سائق شاحنة يبلغ من العمر 31 عاما، عند نقطة تفتيش في الرحالية أثناء سفره من بغداد إلى الموصل، على أيدي عناصر تابعة لكتائب حزب الله وأبو الفضل العباس.

ويشهد الواقع العراقي اختقاءات عديدة لضحايا يتم اعتقالهم في ظروف مماثلة، لا لشيء سوى لأنهم من مدينة الموصل (مركز محافظة نينوى)، وهي منطقة كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية سابقاً. وعلى الرغم من تحرير المحافظة بالكامل واستعادتها من مسلحي التنظيم، فقد أجبر أهالي المختفين قسراً على النزوح بسبب الاشتباكات التي اندلعت بين عامي 2016 و 2017، وبالتالي فإن ذوي الضحايا لم يتمكنوا من الإبلاغ عن اختفاء أقاربهم ما يعيق استفادتهم من سبل الانتصاف المحلية.

ممارسة منهجية

تقول إيناس عصمان، المسؤولة القانونية عن منطقة المشرق في مؤسسة الكرامة:"إن هذه الحالات الخمس ليست سوى جزء بسيط من حالات الاختفاء القسري الممنهج السائد في العراق،" وتضيف "منذ تصعيد القتال بين تنظيم الدولة الإسلامية والقوات الموالية للحكومة، تحولت نقاط التفتيش العسكرية إلى مواقع اختطاف منتظم واختفاءات قسرية ينفذها جنود أو عناصر الميليشيات المدعومة من طرف الحكومة. وتلجأ السلطات العراقية إلى ذريعة مكافحة الإرهاب والحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية لتبرير وتنفيذ عمليات اعتقال جماعية، يليها حبس بمعزل عن العالم الخارجي خارج أي إطار قانوني ."

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم 0041227341007