العراق: الكرامة تقدم قضايا إضافية من الاختفاء القسري التي أرتكبت في منطقتي كربلاء وسامراء إلى الأمم المتحدة

.

جنيف في 30 يوليو 2018 - على مدار شهر يوليو 2018، قدمت الكرامة 11 حالة من حالات الاختفاء القسري في العراق إلى لجنة الأمم المتحدة المعنية بحالات الاختفاء القسري، تم توثيق سبع حالات منها بالشراكة مع جمعية الوسام الإنسانية.                                                 

وكان معظم هؤلاء الأشخاص نازحين داخلياً عندما تم إختطافهم من قبل ميليشيات مختلفة تابعة لفصائل الحشد الشعبي، وهو يضم حوالي 120 فصيل ينضوي تحت راية الجيش العراقي.

تدل هذه الحالات إلى الممارسة الممنهجة لحالات الاختفاء القسري في جميع أنحاء العراق، والتي تؤثر بشكل غير متناسب على الأشخاص النازحين داخلياً المشتبه في ارتباطهم بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.

حالات الاختفاء القسري عند نقاط التفتيش في منطقة كربلاء

في 15 يونيو 2015، كان سامي الجحيشى وعائلته ينزحون بالسيارة من الموصل عندما توقفوا عند ما يسمى بـنقطة تفتيش "54" التي تديرها كتائب "حزب الله"  ولواء "العباس"، وكان سامي وعائلته فارّين من بلدتهم بعد أن سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية. في ذلك اليوم، تم اعتقال 80 نازح آخرين عبر هذا الحاجز من قبل عناصر الميليشيا، وقد شهد القبض على الجحيشي اثنان من أقاربه الذين كانوا معه وتم اعتقالهما أيضاً في ذلك اليوم. وقد أفرج عنهما بعد شهر من أحد مراكز الاعتقال السرية التي تديرها كتائب حزب الله في محافظة الأنبار.

وفي نفس اليوم، كان نشوان الصميدعي البطل في سباقات "المضمار والميدان" البالغ من العمر 36 عاماً، ووالده ينتقلان من كربلاء إلى الموصل عندما ألقي القبض عليهما عند نقطة تفتيش "الوند" التي تديرها كتائب حزب الله.  واعتقل عناصر الميليشيا السيد نشوان بينما تركوا والده يكمل طريقه. في ذلك اليوم، ألقت كتائب حزب الله القبض على حوالي 40 شخصًا ينتقلون من كربلاء إلى الموصل عبر هذا الحاجز.

وفي 1 ديسمبر 2015، أنتقل جاسم السلمانى وأخوته حسين وسعد وجبل السلمانى بالسيارة من القائم إلى بغداد.  كان الرجال الأربعة من الطلاب الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و22 عامًا، يفرون من مسقط رأسهم الذي سيطر عليه تنظيم الدولة الاسلامية. وعندما وصلوا إلى نقطة تفتيش الرزازة التي يديرها أفراد من كتائب حزب الله، تم اعتقالهم من قبل عناصر الميليشيا، ونقلوا إلى أحد مراكز الاعتقال التابعة للكتائب في منطقة جرف الصخر. وعلى الرغم من إطلاق سراح جبل السلماني في وقت لاحق، إلا أن مصير إخوته ومكان وجودهما لا يزال مجهولا. في ذلك اليوم، قامت كتائب حزب الله باعتقال 60 شخص في ظروف مماثلة.

كانت نقطة التفتيش هذه مسرحاً لحالة إختطاف أخرى في العام التالي حيث تم اختطاف السيد مؤيد الجبوري، وهو مهندس يبلغ من العمر 41 عامًا، من قبل كتائب حزب الله في 28 فبراير 2016 بعد فراره من الشرقاط، مسقط رأسه، والتي تقع في محافظة صلاح الدين. وبعد شهر من اعتقاله، شاهده معتقل سابق في مركز اعتقال سري في بغداد تديره ميليشيا كتائب التيار الرسالي. ومنذ ذلك الحين، لم يحصل أقاربه على أي معلومات جديدة عن مصيره ومكان وجوده.

حالات الاختفاء القسري في سامراء في 2012 و2014

في يوم 27 ديسمبر 2012 الساعة 8 مساءً، بعد أن أدى سيف الدراجي صلاة العشاء مع ابن عمه صهيب الدراجي وأحد أقاربه، يحيى الدراجي، في مسجد عمر الفاروق في سامراء، وبينما كانوا يخرجون من المسجد مع مصلين آخرين، تم اعتقال الرجال الثلاثة من قبل عناصر من قيادة عمليات سامراء، التي تعمل تحت سلطة وزارة الدفاع.

وقد أُجبروا على ركوب شاحنتين عسكريتين قبل نقلهم إلى مكان مجهول. وقدمت عائلة الضحايا شكوى إلى محكمة سامراء الجنائية وأبلغت مكتب رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، عن حالات الاختفاء وإلى وزارة الداخلية، ولكن من دون جدوى.

بعد عامين، في 2 أكتوبر الأول 2014، داهم أفراد من ميليشيا سرايا السلام منزل وليد الدراجي في سامراء قبل اعتقاله للتحقيق معه. أثناء عملية الاعتقال، قامت عناصر الميليشيا بالإستيلاء على جميع وثائق إثبات هويته.  كان الموظف في وزارة الكهرباء البالغ من العمر 33 عامًا وأسرته قد نزحوا داخليًا منذ 13 أغسطس 2014 بعد هجوم تنظيم الدولة الإسلامية على عدة أحياء في سامراء.  وفي هذا السياق، فروا من حي الجزيرة لإيجاد ملاذ في منطقة الحويش في سامراء، الواقعة على الضفة الغربية لنهر دجلة.

نيابة عن عائلة الضحية، ذهب زعيم عشيرة الدراجي إلى سرايا السلام للاستفسار عن مصيره ومكان وجوده. ولكن قوبل بالتهديد من قبل عناصر الميليشيا في حال هو أو عائلة الضحية سيأتون مجدداً للسؤال عنه.

الاختفاء القسري لسائق ضابط سامي عراقي

قبل إلقاء القبض عليه، كان حيدر الحلواني يعمل كسائق لفيصل الدوري، وهو ضابط كبير في إدارة شرطة المرور العراقية، وقد سبق أن قدمت الكرامة قضيته إلى لجنة الإختفاء القسري الأممية في6  مايو 2015. كان السائق الحلواني يقود السيد الدوري إلى تكريت، بعد عبور حاجز الحويش العسكري الواقع بالقرب من سامراء، توقف عند نقطة تفتيش متحركة يسيطر عليها كتائب حزب الله وحركة النجباء. تم القبض على الرجلين قبل نقلهما إلى مكان مجهول. بعد فترة قصيرة من عملية الاختطاف، أبلغت عائلة الحلواني عن اختفاءه لدى مديرية شرطة المرور وقيادة العمليات في سامراء ولكن من دون جدوى.

ممارسة ممنهجة للاختفاء القسري في العراق

بصفتها طرفاً في اتفاقية الاختفاء القسري منذ عام 2010، يقع على عاتق الدولة العراقية الالتزام القانوني بوقف ممارسة الاختفاء القسري، والتي وصلت إلى مستويات عالية في السنوات الأخيرة.  لا يزال معدل الأشخاص المفقودين في البلاد من أعلى المعدلات في جميع أنحاء العالم.

وينبغي على السلطات العراقية أن توضح على الفور مصير ومكان وجود المختفين وعلى أن تكفل امتثال القوات الخاضعة لسيطرتها للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.

 

لمزيد من المعلومات

الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org

أو مباشرة على الرقم 0041227341008