سوريا: خمس حالات اختفاء قسري أخرى على يد القوات الحكومية، تؤكد الممارسة المنهجية لهذا الانتهاك الجسيم لحقوق الإنسان

.
من أعلى اليسار باتجاه عقارب الساعة: رسلان الخطيب، عبدو الصغير، إبراهيم الجعيداني، أحمد ديب عبد العليم، أنس ياسين

في 16  أبريل 2018 ، رفعت الكرامة ومنظمة حماة حقوق الإنسان خمس حالات أخرى إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي ، وطالبت خبراء الفريق الأممي بالتدخل الفوري لدى السلطات السورية لضمان إطلاق سراح الضحايا فورا.

اختطفت القوات الحكومية السورية خمسة رجال بين عامي 2012 و2014، وما هذه الحالات إلا عينة من آلاف ضحايا الاختفاء القسري التي وثقتها المنظمات في جميع أنحاء البلاد منذ اندلاع النزاع المسلح في عام 2011.

الطالب والعامل والموظف: الاختفاء القسري يتربص بالجميع

في 26 فبراير 2012، خرج الطالب رسلان الخطيب من بلدة حزرما قاصدا دمشق طلبا للعلاج. وما إن وصل إلى المدينة حتى اتصل بأسرته لطمأنتها، ثم انقطعت أخباره. علم أقاربه بعد ذلك أن أفراد من المخابرات الجوية قبضوا عليه، وبعد ثلاثة أشهر، أبلغهم محتجز سابق أنه شاهده في سجن المزة العسكري، لكن الأسرة لم تقدم أي شكوى خوفاً من الانتقام.

بعد خمسة أشهر على اعتقال الخطيب، في 21 يوليو 2012، كان عبدو الصغير كعادته في طريقه إلى عمله في عدرا بمحافظة ريف دمشق، وعند بلوغه نقطة تفتيش قامت عناصر من المخابرات الجوية بالقبض عليه ليختفي منذ ذلك الحين. وفي وقت لاحق، أنبأ محتجز سابق أقارب عبدو أنه رآه في سجن المزة بالقرب من دمشق، إلا أنهم لم يتوصلوا أبدا بمعلومات أكيدة عن مصيره ومكان وجوده رغم مساعيهم العديدة لدى مختلف الفروع الأمنية.

وفي حالة مشابهة، ألقي القبض على الجعيداني، من منـزله في عدرا في 3 يناير 2014، خلال موجة اعتقالات قام بها الجيش السوري. اقتاد الجنود هذا الموظف الحكومي بالهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية ومعتقلين آخرين إلى مدرسة لتعليم قيادة السيارات قريبة من سكنه، ومن هناك نقلوا الجميع إلى مكان مجهول. استفسرت عائلة إبراهيم عنه لدى فروع أمنية مختلفة في دمشق، لكنها جميعا رفضت تزويدها بأي معلومات عن مصيره ومكان وجوده.

أما أحمد ديب عبد العليم الموظف الحكومي بوزارة الزراعة، فقد كان في 23 فبراير 2014 مع صديق له في سوق الهال في مدينة حرستا، عندما أوقفهم ضباط من الجيش السوري وأخذوا عبد العليم إلى مكان مجهول. لم تجرؤ أسرته على اتخاذ أي إجراء خوفاً من الانتقام، ولا يزال عبد العليم مختفياً حتى الآن.

وأخيراً، كان أنس ياسين يحضر للحصول على رخصة السياقة، فتوجه في 21 أبريل 2014، إلى مقر فرع الأمن الجنائي في السويداء لاستخراج إحدى الوثائق المطلوبة لهذا الغرض، لكنه لم يعد إلى بيته. حاولت زوجته الاتصال به في اليوم نفسه بعد أن تأخر، فرد عليها أحد أفراد فرع الأمن الجنائي قائلا "سوف نستضيف زوجك يومين". إلا أن اليومين أصبحوا أسابيع ثم أشهر، ورغم ذلك لم يقم أقاربه بأية إجراءات خوفًا من الاعتقال أو الانتقام. وبعد ثمانية أشهر اتصل بهم معتقل سابق وأخبرهم أنه رآه في سجن المزة العسكري في دمشق.

في 16  أبريل ، أحالت الكرامة وحماة حقوق الإنسان الحالات الخمس إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري بالأمم المتحدة، والتمست من خبراء الفريق حث السلطات السورية على الإفراج عنهم فوراً، وفي كل الأحوال الكشف عن مصيرهم ومكان وجودهم ووضعهم تحت حماية القانون.

الاختفاء القسري أسلوب حرب

على مدى السنوات السبع الماضية، استُخدم الاختفاء القسري بشكل روتيني كتكتيك للحرب من قبل جميع أطراف النزاع.  وتفيد إحصائيات الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 85.036 شخصا تعرضوا للاختفاء القسري في جميع أنحاء البلاد بين مارس 2011 وأغسطس 2017 ، ضمنهم 76.656 منهم اختُطفوا على أيدي القوات الحكومية.

وفي عام 2013 ، خلصت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا في تقرير لها إلى "أن هناك أسباب منطقية تؤكد بأن القوات الحكومية ارتكبت حالات الاختفاء القسري كجزء من منهجية واسعة النطاق ضد السكان المدنيين ترقى لمستوى جريمة ضد الانسانية ".

و في 14 أبريل 2018، أثار الأمين العام للأمم المتحدة، خلال إحاطته لمجلس الأمن بشأن سوريا، مسألة الاختفاء القسري ضمن "الكم الهائل من الفظائع" التي تعرض لها الشعب السوري منذ بداية الحرب.

لمزيد من المعلومات

الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني:  media@alkarama.org

أو مباشرة على الرقم: 0041227341008

.