تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
كان السيد محمد شوشا، الذي اعتقل من قبل الشرطة السياسية في عام 2005 ، قد اختفى <المرة الاولى طيلة سنة واحدة،  ثم اختفى مرة ثانية  في  شباط / فبراير 2009، بعد اعتقله في سجن عدرا في دمشق.

وبناء عليه راسلت الكرامة فريق العمل المعني بحالات الاختفاء القسري، التمست منه التدخل لدى السلطات السورية في قضية السيد شوشا لكي يتم وضعه تحت حماية القانون أو الإفراج عنه. ومنذ أن ألقي عليه القبض،  ثم اختفاء، تعيش أسرته ليس فقط حالة من القلق والرعب حول المصيرالذي يواجهه، بل وتعاني  أيضا حالة قصوى من العوز المادي.

والسيد محمد اسامة شوشا، من مواليد 1970 ومقيم في حلب في سوريا ، واختفى بعد اعتقاله في أيلول / سبتمبر 2005 في منطقة حلب الجديدة على يد أفراد من الشرطة السياسية يرتدون ملابس مدنية، دون استظهارهم أمرا قضائيا يبرر اعتقاله.  وعلمت الاسرة لاحقا أنه قضى 20 يوما في المستشفى قبل نقله إلى مقرات تابعة للشرطة السياسة في حلب حيث اعتقل سرا لمدة ثمانية أشهر. وخلال تلك  الفترة،  لم يتم إبلاغ أفراد  الأسرة بأية معلومات عنه ، فيما نفت هذه السلطات اعتقالها السيد شوشا.

وفي أيار / مايو 2006 ، نُقِل السيد شوشة إلى مركز الشرطة السياسية  في الفيحاء، في دمشق ، وهنا  فقط تمكنت  الأسرة أخيرا من زيارته. وفي تشرين الأول / أكتوبر 2006 تم نقله من جديد إلى سجن عدرا في دمشق ، حيث  سُمِح لأفراد  أسرته بزيارته بشكل منتظم و ذلك حتى غاية  شباط / فبراير 2009.

وخلال أول زيارة له في أيار / مايو 2006، في الفيحاء، لوحظ أنه كان يحمل عدة ضمادات على أجزاء مختلفة من الجسم. وعلى الرغم من تواجد رقيب وقائد الشرطة السياسية اثناء الزيارات، للحيوية دون تحدثه إلى ذويه بكل حرية ، إلا أنه  مع ذلك استطاع تحذيرهم من المصير الذي يترصد كل شخص يلقى عليه القبض، إذ من المحتمل جدا أنه سيتعرض لاصناف التعذيب،  منها بالصدمات الكهربائية والتعليق بواسطة عجلة مطاطية مع تلقي ضربات في الوقت ذاته (طريقة تعرف باسم "الإطارات" (الدولاب)). وتعتقد العائلة أنه من المحتكل ان يكون هو الآخر قد تعرض للمعاملة ذاتها.

وأثناء احتجازه في مركز الفيحاء وسجن عدرا، سمحت  له السلطات بتلقي الزيارات، لكنها لم تقدم أبدا أي وثيقة رسمية  تقر فيها اعتقالها للسيد شوشا او تتضمن لائحة التهم الموجهة إليه، كما أنه لم يحاكم تبدا، ورغم توصل الأسرة بمعلومات، بصورة غير رسمية،  تفيد بأنه سوف يمثل أمام محكمة عسكرية، لكن في واقع الأمر، اختفت آثاره  منذ ذلك الحين ولم يعد يوجد في سجن عدرا

وكانت آخر مرة التي رأته فيها والدته في يوم 27 شباط/ فبراير 2009 خلال زيارة دامت  لمدة ساعة ونصف الساعة. وعلمت والدته لاحقا  أنه يحتمل تحويله إلى فرع فلسطين،  أو إلى قسم أجهزة الاستخبارات العسكري في سجن دمشق. ومنذ ذلك الحين، تزعم السلطات المعنية  أنه لم يعد في سجن عدرا دون أن تعطي معلومات عن مكان احتجازه حاليا أو حتى الاعتراف باحتجازها السيد شوشا.

وفي ضوء ذلك تذكر الكرامة بان  سوريا قد صدقت على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في 21 نيسان / أبريل 1969 ، واتفاقية مناهضة التعذيب في 19 آب / أغسطس 2004. وسوف ينظر في التقرير الأولي لسوريا من قبل لجنة مناهضة التعذيب خلال الدورة الـ 44،  التي ستنعقد في الفترة من 26 نيسان / ابريل الى 14 أيار/ مايو 2010