العراق: لا يزال مصير 11 رجلا من المخطوفين منذ سنوات على يد القوات الحكومية قيد الكتمان

.

قدمت مؤسسة الكرامة وجمعية الوسام الإنسانية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2017، إلى لجنة الأمم المتحدة المعنية بحالات الاختفاء القسري  11 حالة اختفاء قسري أغلبها حدثت في العام 2014 في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة العراقية، إما على أيدي عناصر تابعة للجيش العراقي أو لمخابرات الدولة.

وبهذا بلغ العدد الإجمالي للحالات التي قدّمتها مؤسستنا بالتعاون مع جمعية الوسام إلى اللجنة المعنية بالاختفاء القسري والتي لاتزال قيد الدرس أو بانتظار الكشف عن مصير الضحايا من قبل  السلطات المعنية، قد تخطى المائة. ومن الجدير بالذكر أن عدد المفقودين في العراق بات من الأعلى في أنحاء العالم.

خمس حالات اختفاء قسري في بغداد

اعتقل منير الجبوري، ميكانيكي يبلغ من العمر 40 عاما، مع اثنين من أبناء عمومته في 14 أبريل/نيسان 2014 أثناء زيارته لعمه في منطقة الدورة ببغداد. وقد ألقي القبض على الرجال الثلاثة على أيدي عناصر من الفرقة 17 في الجيش العراقي.

وبعد قرابة الشهر، في 21 مايو/أيار 2014، اختطف عامر الكرطاني، صاحب متجر يبلغ من العمر 41 عاما، على أيدي مخابرات الشرطة التي داهمت منزله ليلاً في نفس الحي الذي اختطف منه الجبوري. ولم يعط الكرطاني الوقت الكافي لارتداء ملابسه وجرى سحبه  وزجّه داخل إحدى المركبات التي أخذته إلى جهة مجهولة.

في نفس ذلك اليوم، اعتقلت القوات العسكرية الأخوة فاروق وطالب ورسول الدليمي، وثلاثتهم عمال في الأربعينيات من العمر. زجّ الأخوة الثلاثة بعد تكبيلهم وتعصيب أعينهم داخل آلية  نقل صغيرة، ولم ينج كل من تواجد في المكان من عائلتهم؛ كالوالد وباقي الإخوة وبخاصة الأم من التعنيف والتهجّم عليهم.

اختفى أثر جميع المفقودين منذ ذلك الحين، ورغم كل مساعي البحث عنهم التي قام بها الأهل لدى مختلف الأجهزة الحكومية ومراكز الاحتجاز في بغداد، لم يتوصلوا إلى أية معلومات حول مصيرهم ومكان احتجازهم.

ثلاث حالات اختفاء في ضواحي بغداد

في مطلع يونيو/حزيران 2014، ألقي القبض على عثمان الزوبعي، موظف في مصنع للأدوات المطبخية يبلغ من العمر 22 عاما، في منطقة اليوسفية أثناء تواجده في مديرية الشؤون المدنية بالجيش العراقي، حيث ذهب للاستفسار عن طلب كان قد تقدم به. وعند الاطلاع على قاعدة البيانات الخاصة به، تبيّن أنه مطلوب من قبل الفرقة 17 في الجيش العراقي، فجرى اعتقاله على الفور واقتياده في مركبة خاصة إلى جهة مجهولة.

في 21 يوليو/تموز 2014، كان عمر الجنابي، 25 عاما، موظف في مصلحة المياه في ناحية اللطيفية مسقط رأسه، في زيارة لزميله في بلدة الحسوة المجاورة عندما داهم جنود عراقيون منزل زميله. طُلب إلى الجنابي الكشف عن هويته وتبرير وجوده في تلك البلدة، قبل اعتقاله وزميله أمام شقيق الأخير واقتيادهما إلى مكان مجهول.

جهدت عائلتي الزوبعي والجنابي في البحث عنهما لدى العديد من المؤسسات الحكومية بما فيها المحكمة الجنائية المركزية في بغداد وسجن التسفيرات بالقرب من ملعب الشعب في بغداد، ولكن دون جدوى.

بعد ستة أيام من اختفاء عمر الجنابي، ألقي القبض على رفيد الجنابي، سائق سيارة أجرة يبلغ من العمر 31 عاما، من منزله على يد عشرة عناصر تابعين للفرقة 17  في الجيش العراقي خلال مداهمة ليلية. وأفاد محتجز سابق عائلة الجنابي بأنه التقى به في سجن مطار المثنى في 10 أبريل/نيسان  2015. ومنذ ذلك التاريخ، تجهل أسرته أي خبر عنه ولا تعلم شيئا عن مصيره أو مكان احتجازه.

اختطاف ثلاثة نازحين لدى مرورهم عند حواجز عسكرية

في 26  أكتوبر/تشرين الأول 2014، كان البنائين الأخوين حيدر، 28عاما، و رياض الشهبان، 31 عاما، على متن سيارة وعند نقطة تفتيش اقوقفهما الجيش العراقي ثم أخذهما إلى مكان مجهول.

وكان الشقيقان قد نزحا مع عائلتيهما من منطقة جرف صخر في محافظة بابل، التي سقطت في يد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العام 2014. وتزامن اعتقالهما مع قيام قوات الأمن العراقية باستعادة جرف صخر بعد معارك دامت أربعة أشهر.

اعتقل سائق سيارة الأجرة سعد العاني، 27 عاما، في مدينة الرمادي، أثناء محاولته الفرار من منطقة المعارك العنيفة بين تنظيم الدولة الإسلامية والجيش العراقي في محافظة الأنبار. وجرى توقيفه في 5 ديسمبر/كانون الأول 2015، أمام أهله عند نقطة تفتيش مهمة بالقرب من بحيرة الرزازة بين الرمادي وكربلاء، تعدّ بمثابة بوابة الدخول إلى بغداد للعراقيين النازحين من مناطق الاقتتال.

ولم تتلق العائلات المنكوبة للضحايا الثلاثة أية معلومات عن مصيرهم، رغم لجوئها إلى السلطات لطلب المساعدة والتحقيق للكشف عن مصيرهم.

الاختفاء القسري، مشكلة مزمنة في العراق

تقول إيناس عصمان، المنسقة القانونية في مؤسسة الكرامة "ممارسة الاختفاء القسري، التي انتشرت في سياق الحرب ضد داعش، كانت سائدة في العراق منذ عقود، وخلقت مناخا من الخوف في البلاد. وتضيف "تعيش الأسر العراقية التي لا تتلق أية معلومات حول مصير ذوييها رغم مساعيها الجهيدة، في قلق بالغ خوفا على مصير أبنائها وسلامتهم الجسدية".

يذكر أن العراق طرف في الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري منذ عام 2010، وهذا يلزمها قانونيا بالتحقيق في جميع حالات الاختفاء القسري، بما في ذلك ما يزيد عن مائة قضية لاتزال عالقة أمام اللجنة.

لمزيد من المعلومات

الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني: media@alkarama.org

أو مباشرة على الرقم: 0041227341008