العراق: الكرامة تحيل إلى الأمم المتحدة سبع حالات لضحايا آفة الاختفاء القسري المستفحلة في البلاد في إفلات تام من العقاب

7victims

أحالت مؤسسة الكرامة وجمعية وسام الإنسانية في 22 سبتمبر/أيلول 2017، سبع حالات اختفاء قسري في العراق إلى اللجنة الأممية المعنية بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي.

ليست هذه الحالات السبع سوى غيض من فيض الحالات الكثيرة في البلاد حيث تنتشر ممارسة الاختفاء القسري على نطاق واسع ومنهجي، وتعدّ نسبة حالات المفقودين في العراق من بين أعلى النسب في العالم.

شقيقان وابن عمهما ضحايا اختفاء قسري في سامراء

رفعت الكرامة قضية الشقيقين محمد ومصطفى البومهيدي، وابن عمهما سلام البومهيدي، إلى اللجنة المعنية بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي، المختفين منذ آب/أغسطس 2014 على أيدي عناصر من تنظيم سرايا السلام.

اعتقل الشبان الثلاثة من منازلهم في سامراء في الوقت نفسه في 28 آب/أغسطس 2014. وأوضحت العناصر المداهمة أن غرض الاعتقال لا يتعدى الاستجواب وأنه سيتم الإفراج عنهم بعد فترة وجيزة. ومنذ اختطافهم لم تتلق عائلة البومهيدي أية معلومات عن مصيرهم ومكان اعتقالهم.

شُكّل تنظيم سرايا السلام في حزيران/يونيو 2014 على يد رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" الذي سيطر على مساحات واسعة من البلاد. وهو أحد مكونات قوات الحشد الشعبي، المؤلف من 67 فصيلاً، والذي أُلحق رسميا بالجيش العراقي بعد إقرار البرلمان العراقي مشروع قانون قضى بدمج قوات الحشد الشعبي بالجيش العراقي، في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2016.

ضابط عراقي رفيع ضحية اختفاء قسري

كذلك رفعت الكرامة قضية العقيد في الجيش العراقي، فيصل الدوري، 49 عاماً، الذي تم اختطافه عند نقطة تفتيش عسكرية تسيطر عليها قوات الحشد الشعبي. في 6 مايو/أيار 2015، كان العقيد الدوري وسائقه الخاص في طريقهم إلى تكريت عندما أوقفا عند نقطة تفتيش حويش المتنقلة التابعة لكتائب حزب الله العراق وحركة النجباء.

ألقي القبض على الرجلين ونقلا إلى جهة مجهولة. ثم بعد فترة وجيزة، أبلغت عائلة الدويري قسم شرطة المرور و "قيادة عمليات سامراء" بعملية الاختطاف، لكن لم يفتح أي تحقيق في الأمر.

اختطاف ثلاثة رجال بين شباط/فبراير 2014 وأيار/مايو 2015

في سياق مشابه للحالات الأخرى، اختفى العامل الخمسيني، نافع الصبيحي من مدينة الأنبار، وأحالت الكرامة قضيته أيضاً إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري.

في 24 يونيو/حزيران 2014، كان نافع وأسرته داخل سيارة أجرة متجهين إلى بغداد من مدينة الكرمة وسط العراق، عندما أوقفوا عند نقطة تفتيش في الأنبار تابعة لكتائب حزب الله. اعتقل الصبيحي، بينما سمح لباقي أفراد أسرته بمواصلة رحلتهم إلى العاصمة. ولا يزال مكان احتجازه ومصيره مجهولين منذ اختطافه.

وأخیرا، أحالت الکرامة حالتي كل من محمد الدراجي ومھند الأسودي، المفقودین منذ العام 2014 عندما اختطفا من منزليھما من قبل قوات الحشد الشعبي العراقي وجهاز المخابرات الوطنی العراقی.

في 10 فبراير/شباط 2014، اقتحم أفراد من تنظيم سرايا السلام منزل محمد الدراجي، 32 عاما، موظف في محطة توليد الكهرباء في سامراء. وأبلغوه بأنهم بصدد البحث عن شخص يدعى "رائد". وبعد التحقق من بطاقة هويته، قبضوا عليه واقتادوه إلى جهة مجهولة.

وبعد ثلاثة أشهر، ألقي القبض على الموظف المخبري مهند الأسودي، 36 عاماً، من منزله في ظروف مماثلة. حيث داهم أفراد من جهاز المخابرات الوطني العراقي في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2014، منزل عائلة الأسودي، وقاموا بالتدقيق في بطاقات هوية جميع أفراد الأسرة قبل اعتقال مهند واقتياده إلى مكان مجهول. حاول أقاربه، الذين شهدوا عملية الاعتقال، استقاء معلومات حول مصيره من طرف المحكمة الجنائية المركزية في بغداد، لكن اسمه لم يرد في سجل السجناء المحتجزين.

ممارسة منهجية

تقول إيناس عصمان، المسؤولة القانونية عن منطقة المشرق في مؤسسة الكرامة إن "هذه الحالات السبع ليست سوى جزء بسيط من نمط أوسع من الاختفاء القسري المنهجي السائد في العراق". وتضيف "ما يدعو للقلق هو استمرار حالات الاعتقال خارج نطاق القانون التي تمارسها قوات الأمن العراقية والميليشيات التابعة للحكومة في إفلات تام من العقاب، رغم نداءت الأمم المتحدة العديدة التي تدعو فيها الدولة إلى وضع حد لظاهرة الاختفاء القسري."

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم 0041227341007