سوريا: حالات اختفاء قسري من قبل الجماعات المسلحة أمام لجنة تقصي الحقائق في سوريا.

في 31 مارس و 7 أبريل 2015، وجهت الكرامة ومنظمة حماة حقوق الإنسان إلى لجنة تقصي الحقائق بسوريا، ثلاثة قضايا أختفاء، تتعلق بمواطنين سوريين اختطفتهم جماعات مسلحة غير حكومية بمحافظة الحسكة. ويتعلق الأمر بجبهة النصرة و وحدات حماية الشعب.

وتعيش محافظة الحسكة الواقعة في شمال شرق سوريا على وقع الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية السورية ومختلف الجماعات المسلحة، بما فيها تنظيم الدولة الإسلامية و جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة) وهي مجموعة مسلحة تعهدت بالولاء لتنظيم القاعدة عام 2013، والقوات الكردية إضافة إلى جماعات مسلحة أخرى.

في 23 يوليو 2013، كان رعد رمضان، ابن مدينة القامشلي أكبر المدن الكردية بسوريا بمحافظة الحسكة، كان مسافرا رفقة صديقه وزميله في التجارة، حين أوقفهما عناصر من جبهة النصرة بحاجز بقرية خربة البنات بمحافظة الحسكة، واقتادوا رعدا إلى وجهة مجهولة. ويعتقد أقاربه أنهم اختطفوه لأنه كردي، وأن مرافقه لم يتعرض للاختطاف لأنه عربي.

عند القبض على رعد، كانت القوات الكردية وجبهة النصرة يتصارعان من أجل السيطرة على منطقة رأس العين. وكانت القوات الكردية قد أحكمت سيطرتها على المدينة دون التمكن من المناطق المحيطة التي بقيت بين أيدي جبهة النصرة . لذا يُعتقد أن اختطاف رعد كان رد فعل انتقامي.

كلفت أسرته القلقة وسطاء للتدخل لدى جبهة النصرة لتحديد مكان اعتقاله ومصيره، والتفاوض من أجل الإفراج عنه، إلا أن كل محاولاتها باءت بالفشل، ليظل مختفيا إلى اليوم.

في 2 سبتمبر 2013، كان رافع محمد 21 سنة ، عائدا من زيارة لأقاربه بقرية الزبيدة متوجها إلى القامشلي. حين أوقفته دورية تابعة لقوات الأسايش بكردستان السورية عند نقطة تفتيش بقرية الحمراء بمحافظة الحسكة.

اتصلت أسرته بقوات الأشايس لمعرفة مصيره ومكان اعتقاله. إلا أن هذه الأخيرة رغم اعترافها في الأول باعتقال رافع، ما لبثت أنكرت ذلك فيما بعد. خاطبت أسرته مكتب وزارة المصالحة الوطنية بقامشلي، لكن شكواها ظلت بدون جواب.

رائد محاميد، 36 سنة، من أصل فلسطيني يمتلك محلا لبيع الملابس اسمه "تبارك"، يقع على الشارع العام في الجوادية، بمنطقة المالكية بمحافظة الحسكة. في 27 أكتوبر 2013 قامت دورية من وحدات حماية الشعب، المعروفة اختصارا بـ ((YPG، وهي الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديموقراطي بكردستان السورية، قامت باقتحام محل رائد وألقت القبض عليه دون تبرير لذلك.

ووقع الحادث أياما قبل سيطرة القوات الكردية على بلدة اليعربية القريبة من الحدود التركية، بعد قتال عنيف ضد جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية. ويعتقد أقارب رائد أنه اختطافه تم بسبب علاقته المزعومة مع هذه المجموعات.

قامت أسرته بالسؤال عنه في عدة معتقلات تابعة لوحدات حماية الشعب. واستطاعت في الأخير تحديد مكان اعتقاله بالسجن المالكية، وزيارته عدة مرات قبل أن يمنعوا نهائيا في 4 نوفمبر 2014. ومنذ ذلك الحين يجهل أقاربه كل شيء عنه.

توضح الكرامة أن هذه الحالات ترقى إلى الاختفاءات القسرية المحظورة بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي للنزاعات المسلحة، وتعتبر انتهاكا لحقوق الإنسان الأساسية. وتقول إيناس عصمان منسقة القانونية لمنطقة المشرق العربي بالكرامة "يجب على كل الجماعات المسلحة المشاركة في النزاع احترام القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي"، وتضيف " لايمكنهم التهرب من مسؤولياتهم في الانتهاكات التي يرتكبونها ضد المدنيين".

رفعت الكرامة حالة كل من رعد رمضان و رافع محمد و رائد محاميد إلى لجنة تقصي الحقائق بسوريا التي أنشأت بموجب قرار لمجلس حقوق الإنسان. وعُهد إليها بولاية التحقيق في جميع الانتهاكات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان منذ مارس 2011 في الجمهورية العربية السورية. ...وحيثما أمكن، تحديد المسؤولين عنها بغية ضمان مساءلة مرتكبي هذه الانتهاكات، بما فيها الانتهاكات التي قد تشكل جرائم ضد الإنسانية".

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم 0041227341007 ـ تحويلة 810