سوريا: اختفاء قسري لأربعة مواطنين منذ القبض عليهم من قبل القوات المسلحة السورية عام 2012

في 29 أبريل 2015، راسلت الكرامة ومنظمة حماة حقوق الإنسان الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي بالأمم المتحدة (WGEID) بشأن أربعة أشخاص ألقي عليهم القبض من قبل القوات المسلحة السورية في محافظة حماة بين مارس وأكتوبر 2012، ومنذ ذلك الحين وهم في عداد المفقودين.

عبد العزيز الجُمجام، يعمل محاميا ويبلغ من العمر 40 عاما، وعبد الحميد سلوم عامل يبلغ من العمر 27 عاما، وهما يتحدران من قرية كفر التون، غربي مدينة حماة. ألقي القبض عليهما معا من قبل أفراد من القوات المسلحة السورية في 20 مارس 2012. كان ذلك عند اقتراب عناصر القوات المسلحة السورية من قرية الجابرية (الواقعة أيضا في محافظة حماة) بعد تنفيذ حملة اعتقالات واسعة في بلدة صغيرة بالقرب من تل هواش.

حاول الضحيتان الهروب معا على دراجة نارية، لكن دون جدوى، إذ تم القبض عليهما بسرعة من قبل عناصر القوات المسلحة السورية التي أضرمت النار في الدراجة النارية، وانهالت عليهما بوابل من الضربات الوحشية على اليدين والقدمين، إلى حد كسر يد عبد العزيز.

بعد اختفائهما، قام أفراد عائلة عبد العزيز بالبحث عنه في مختلف مراكز الاعتقال دون أن تتمكن من تحديد مكانه، إلى أن تم إبلاغهم بعد عام من الاعتقال بأنه محتجز في أحد مراكز التابعة للمخابرات الجوية. ومنذ ذلك الحين ومصيره ومكان تواجده مجهول.

من جهتها قامت والدة عبد الحميد بزيارة مركز شرطة القابون حيث قيل لها ان ابنها محتجز لدى المخابرات الجوية، غير أن شهودا أفادوا بأنهم شاهدوه أوائل عام 2013 في مطار المزة العسكري، الواقع ضواحي دمشق، الشهير بالممارسة المنهجية لمختلف أصناف التعذيب، أقلها قسوة ضرب المحتجزين بالعصي على أذرعهم وأرجلهم، وحرمانهم من الشرب أو الأكل.

في 30 أغسطس 2012 ألقي القبض على أحمد عثمان، وهو عامل يبلغ من العمر 48 عاما من قرية اللطامنة، التي تقع على بعد 39 كلم شمال غرب حماة، التي كانت مسرحا لقصف مكثف من قبل الحكومة السورية في أوائل عام 2012 قبل أن يستولي عليها المتمردون في ديسمبر 2012، ألقي عليه القبض على الطريق المؤدية إلى المحردة، الواقعة على بعد 20 كلم شمال غرب مدينة حماة، من قبل أفراد من المخابرات الجوية. وأفاد شاهد عيان لاحقا أن الضحية محتجز في مركز تابع للمخابرات الجوية في دمشق، ولا يزال مصيره ومكان احتجازه مجهولين حتى الآن.

وفي 10 أكتوبر 2012، كان عبد الباسط المحمود حاجي، وهو حدادا ويبلغ من العمر 40 عاما وأب لأسرة من طيبة الإمام، بلدة في شمال غرب سوريا تبعد 18 كلم من حماة، كان يحتسي القهوة مع زوجته وجيرانه في متجره عندما اقتحمت مجموعة مكونة من 20 عنصرا من المخابرات الجوية معززين بعناصر من المليشيا الحكومية المحلية (الشبيحة) من القمحنة، وهي قرية تقع على بعد 10 كم جنوب طيبة الإمام، فسحبوه بالقوة إلى إحدى سيارتهم دون تقديم أي مبرر لاعتقاله، ثم اقتادوه إلى قرية دير شميل، الواقعة على بعد 40 كيلومترا إلى الغرب من طيبة الإمام، حيث تستخدم الشبيحة هناك مدرسة كمركز اعتقال. وأفاد شهود عن احتجاز السيد عبد الباسط بذلك المركز خمسة أيام قبل نقله إلى فرع المخابرات الجوية في حماة لينقطع خبره منذ ذلك الحين.

أحالت الكرامة ومنظمة حماة حقوق الإنسان حالات عبد العزيز الجمجام وعبد الحميد سلوم، وأحمد عثمان وعبد الباسط محمود حاجي إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي بالأمم المتحدة (WGEID) من أجل دعوة السلطات السورية إلى إطلاق سراحهم فورا، أو وضعهم تحت حماية القانون والسماح لعائلاتهم بزيارتهم. إلى جانب ذلك يجب على السلطات السورية أن تضع حدا لممارسة الاختفاء القسري وفقا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وإجراء تحقيق محايد في جميع الحالات المبلغ عنها.

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم 0041227341008